موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب
   الصفحة الرئيسية           المـقـالات           الأخـبــار           الــصـــور           منتدى النحالين العرب   
تـقـاريـر واسـتـطـلاعـات
المقالات
أرسل لنا تقريراً أو استطلاعاً عن بلدك
صناعة النحــالة اليمنية بين الإنجاز والتنظير

م. غازي علي باحكيم

اختصاصي تربية نحل

فرع الهيئة العامة للبحوث ساحل حضرموت – المكلا
E - mail : Ghazi 20101 @ hotmail . com


تعد صناعة النحالة أحد أهم فروع الاقتصاد الزراعي باليمن بشكل خاص ؛ لدور صادراتها من العسل في رفد الدخل القومي بالعملات النقدية منذ 3000 عام (Strabon 24 ق . م). و بشكل عام يواجه هذا الفرع مثل غيره من فروع الاقتصاد الزراعي العديد من المشاكل والمعيقات لاسيما تلك التي لها علاقة بتنظيم العمل وحماية النحالة كالتشريعات والقوانين والتي تعد المرآة العاكسة لمدى تطور النحالة في أي بلد ، كما أن غياب الأشراف والمتابعة الرسمية في ظل عدم وجود إدارة عامة في وزارة الزراعة تختص بالإشراف على شؤون النحالة لها وحدات في مكاتب فروع وزارة الزراعة ببعض المحافظات ، قد جعلت من حيثيات واقع هذه الثروة مضماراً للعشوائية وإجتهادات شخصية غالباً ما تبدد لأنها تبدأ من الصفر .

و تعد البحوث العلمية المتواضعة (لمحطات فروع الهيئة العامة للبحوث و الإرشاد) والتي تتم بهدف التطوير كإدخال أساليب النحالة الحديثة أو تذليل بعض المعيقات ، كإستباط بدائل حبوب اللقاح من مواد محلية ؛ لدفع نشاط طوائف النحل خلال مواسم إنعدام مصادر حبوب اللقاح الطبيعية وغيرها من التقنيات ، غير كافية إذا ما نظرنا إلى بعض المعيقات والتي تعد من المخاطر المحدقة بمستقبل تربية النحل بالحمهورية اليمنية. كالتدهور الجيني لسلالة النحل المحلية وإنحسار المراعي وخاصة أشجار السدر الذى أدى إلى قلة إنتاج الخلية من العسل بشكل حاد، وبرر اللجوء للتغذية السكرية والتأثير على جودة العسل اليمني وسمعته التجارية .

وتعد المخرجات البحثية إنجازاً في الواقع العملي إذا ما حققت رغبة مربي النحل وتلبية حاجياته، أما إذا لم تكن كذلك فهي مجرد تنظير في قاموس النحّالة. وعلى تلك القاعدة يمكن القول:

1 - يعد إدخال وتعميم الخلايا الحديثة نموذج لانجستروث (1981- 1983 محطة البحوث سيئون) بوادي حضرموت بعد إجراء التحوير الدائري للأقراص بهدف محاكاة الخلايا البلدية في إنتاج العسل بالشهد (عسل القروف) (باحكيم 1981) وما تبعه من تحويرات في حجم الخلية وملحقاتها إنجازاً .

أما تشوية مزايا الخلية من قبل بعض الباحثين عن عدم صلاحيتها للبيئة المحلية لكبر الحجم و صعوبة الترحيل فهو تنظير . فوادي حضرموت يصنف من المناطق شبه الصحراوية و يعتبر من اقسى المناطق بالجمهورية من حيث أرتفاع الحرارة و الجفاف ، ولذلك يجوب النحّال الحضرمي الكثير من المناطق في بعض المحافظات بحثاً عن وجود المرعى دون العزوف عن إقتناء هذه الخلايا والتي تعد من أكثر الطرق شعبية في العالم وتشكل هذة الطريقة حوالي 30% من طرق تربية النحل في الجمهورية اليمنية بشكل عام .

2- تعد فكرة تطويع الطرق الحديثة بما يتناسب والبيئات المحلية أحد السمات المميزة لمجاراة الباحث للواقع العملي فمثلاً : قام الأخوة المهندسون الزراعيون المهتمين بتربية النحل بمحافظة الضالع بعمل تحوير في خلية لانجستروث المعدلة محلياً (ذات الأقراص العرضية) وذلك بعمل باب من الجهة الخلفية للخلية بهدف مراقبة نشاط الطائفة دون الحاجة لفتح غطاء الخلية إلا للضرورة القصوى و بذلك تم تحقيق إمكانية رص الخلايا على الحامل فوق بعضها على الأقل على صفين كما هو الحال بالخلية التقليدية وتوفير جزء من المساحة هم بحاجة لإستغلالها لشحة وجود المساحات تحت ظروف المناطق الجبلية ويعتبر ذلك إنجاز.

أما الكلام عن تحوير الخلايا التقليدية دون نشرها ومتابعة سلبياتها فهي مجرد تنظير. لأنه قد تم مثل ذلك التحويرخلال منتصف الثمانينيات إلا أنها لن ترق تلك الطرق الى مستوى مزايا الخلايا الحديثة على الأقل من حيث استخدام التكنلوجيا الحديثة في فرز العسل و الحفاظ على الجودة أو توفير الجهد المبذول عند فحص الخلايا.

وللتنويه فقد تم تحوير الخلية الخشبية الصندوقية التقليدية بسدبات متحركة بمنحلي الخاص ( 2009 ) و ذلك لهدف محدد و ليس عام .

3 - يعد الأستمرار في البحث عن سلالة النحل المحلية من قبل المحطات البحثية م / حضرموت و إعادة نشرها عن طريق تربية الملكات إنجازاً نوعياً لما تتميز به السلالة من تأقلم على ظروف الحرارة والجفاف ومن صفات جينية عظيمة كإنتاجها العالي من العسل (Ingrams 1937 )وهدوء الشغالات وثباتها على الأقراص حتى وصفت بأنها تضاهي السلالات القياسية العالمية ( عبد السلام أحمد لطفي 1973 ).

و قد تم توصيف السلالة مورفلوجياً من قبل العالم Ruttner 1975) ) و تتطابق هذه الصفات من حيث لون الأشرطة الصفراء على الحلقات البطنية لسلالة النحل المحلية بوادي دوعن ( باحكيم 1988 ) كما تميزت السلالة بالسلوك الصحي الممتاز ( خنيش 2001 ) . و قد شوهدت نفس السلالة بصفاتها النقية في كل وادي تاربة م / سيئون ( باحكيم - خنبش 1993م) والمكلا( باحكيم 1994) . ولإتساع رقعة إنتشار السلالة المحلية من خلال تلك المشاهدات و ما أظهرته نتائج المسح الذي تم خلال هذا العام 2010 ( فرع الهيئة العامة للبحوث يإقليم الساحل الشرقي – المكلا ) في بعض الوديان بساحل حضرموت من و جود مؤشرات إيجابية توحي بأحتمال تواجد السلالة في أحد هذه الوديان ، كل ذلك يجعل أمر البحث عن السلالة المحلية وارداً و مفتوح ليشمل ايضاً محافظتي شبوه و المهرة مستقبلاً كمناطق محايدة لمحافظة حضرموت .

أما الجنوح إلى إستجلاب سلالة النحل من جزيرة سقطرى و اعتبارها هي السلالة المحلية نفسها التي تعيش في جنوب الجزيرة و عمان فهو تنظير . لأن ما تم عليها من مقارنات مع السلالات المحلية في كل من اليمن و السعودية ( 2009 ) قد نفى تلك الفرضية فقد أثبتت السلالات المحلية تفوقها و أظهرت تلك البحوث عدم تأقلم السلالة السقطرية مع ظروف الحرارة و الجفاف ، و شدة شراستها الجينية التي تنذر بخطورة الإنعزالات الوراثية عند الخلط بالسلالات المحلية و ظهور هجن شرسة الطباع يصعب إدارتها ( تهاجم فريستها بأعداد تتراوح بين 1- 2 ألف نحلة و بمسافة تصل الى بضع كيلومترات ) ( خنبش 2005 ) ، كما حدث في امريكا اللاتينية عند إدخال النحل الأفريقي عام 1956 بهدف تحسين السلالات الأوربية فقد أدى ذلك إلى تغير أو إزالة الهدوء النسبي و الإدارة السهلة للنحل الأوربي في جميع أمريكا اللاتينية و الهجن الناتجة من النحل الإفريقي مع الأوربي و تعرف بالهجين الإفريقي أو ( النحل القاتل ) قد اثر بشدة على تربية النحل و على الصحة العامة ، و تربية النحل سواء كعمل جانبي أو كعمل تجاري انحدرت بشدة في كثير من بلاد أمريكا اللاتينية . فكيف نتصور الأمر لو حدث ذلك تحت ظروف بيئتنا المحلية و خصوصية تربية النحل التي تتسم بالترحال و قرب المراعي النحلية من القرى و التجمعات السكانية لا سمح الله .

4- تعد التشريعات و القوانين المنظمة لصناعة النحّالة صمام الأمان لحماية الثروة النحلية و منتاجاتها ، و قد أثرغياب تلك التشريعات سلباً من حيث التعثر و العزوف عن إقامة المشاريع الأستثمارية المحلية ، مثل إقامة المناحل الثابتة لأنتاج العسل و تربية الملكات و ذلك خلال الفترات السابقة و الفترة الراهنة . و قد عكست تلك المعوقة وغيرها كتوصيات خرجت بها عدد من الندوات وورش العمل التي خصصت إحداها لإيجاد مثل هذه التشريعات ( 2004 ).

أن العمل على المتابعة الحثيثة مع الجهات الرسمية المعنية و إستصدار تلك التشريعات و القوانين هو إنجاز عملي بكل المقاييس . أما مجرد التفكير في نجاح شركات بينية أو إستثمارات في مجال الثروة النحلية دون تحتقيق ذلك فهو مجرد تنظير .

الخلاصة : تعد الثروة النحلية في بلادنا أحد الركائز الأقتصادية لدورها التاريخي في رفد الدخل القومي بالعملات النقدية . و هي مصدر دخل أساس لشريحة وا سعة من أفراد المجتمع . كما أدرج محصول العسل ضمن المحاصيل الأستراتيجية الخمسة و الذي أقره مجلس الوزاء في العام 2005 م . و بحجم و ثقل مثل هذا الدور يحتم على الجهات الرسمية ممثلة بوزارة الزراعة و الري موازاة تلك الأهمية بإنشاء إدارة عامة بالوزارة تختص بالأشراف المباشر على شوؤن النحل و السعي على حماية وتطوير صناعة النحالة من خلال وضع الأستراتيجات و فقاً و الأولويات التي تحدد من قبل أختصاصيين في هذا المجال و الحد من الأزدواجية و تعدد الجهات المسولة عن تربية النحل لما لها من سلبيات جسيمة .

كما أحب هنا أن انوه بضرورة التنسيق و توحيد الجهود بين مراكز البحوث الزراعية و مراكز البحوث بالجامعات اليمنية ذات الأهتمام بمجال النحل من أجل و ضع البرامج البحثية المشتركة و التي تهدف الى مخرجات تطبيقية حسب أولويات ملحة . كما أقترح بأنشا جمعية طوعية تحت مسمى أصدقاء النحّال تضم في عضويتها الباحثين و المهتين بتربية النحل و مربي النحل و التي ستعمل على التكامل و الترابط و معرفة حيثيات الواقع العملي بشكل أوضح .

أخبار دوعن على الإنترنت


مسموح النقل من الموقع شريطة ذكر الموقع والمؤلف www.na7la.com 2007-2012
أخبار دوعن » الأخبار » المقالات