موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب
الصفحة الرئيسية المقالات التصاميم الصور الأخبار
منتجات خلية النحل
الـعـســـل
أرسل لنا تعليقك على هذا المقال

العسل..غذاء ووقاية ودواء

الدكتور طارق مردود

رئيس اللجنة الفرعية لجمعية النحالين السوريين بمحافظة الرقة
عضو الهيئة التنفيذية لاتحاد النحالين العرب - أمانة سوريا

هاتف: 220812 22. جوال : 759356 0933
البريد الإلكتروني: dr.tarek@na7la.com

العسل سائل ينتج عن عمل نحل العسل على رحيق الأزهار والندوة العسلية، لزج، حلو المذاق مع رائحة(نكهة) حسنة .

تعريف العســل
: هو مادة طبيعية حلوة ناتجة عن عمل نحل العسل على رحيق الأزهار، أو مفرزات النبات الحي، أو مخلفات الحشرات الماصة لنسغ النباتات على الأجزاء الحية للنبات، التي يجمعها نحل العسل، ويحوّلها بإضافة مواد خاصة من إنتاجه، ويحضره، وينزع ماءً منه، ويخزنه في النخاريب الشمعية لينضج ويتحول إلى عسل.

وصف العســل
يتكون العسل أساساً من سكريات مختلفة يُشكِّل الفركتوز والجلوكوز العنصرين السائدين، كما يحتوي على مكونات أخرى مثل الأحماض العضوية والأنظيمات ومواد صلبة ناتجة عن جمع العسل. يتراوح لون العسل بين عديم اللون إلى اللون البني الداكن. القوام يمكن أن يكون سائلاً أو لزجاً أو متبلوراً جزئياً أو كلياً. الرائحة والنكهة تختلف كثيراً وتعتمد على الأصل النباتي للعسل.

أنواع العسل

  1. هناك نوعان رئيسيان:
    • العسل الزهري: أو الرحيقي، هو العسل الذي ينتج عن عمل النحل على رحيق الأزهار.
    • عسل الندوة العسلية: هو العسل الذي ينتج رئيسياً عن عمل النحل على المفرزات السكرية للحشرات الماصة لنسغ النبات أو على مفرزات الأجزاء الحية للنباتات.
  2. حسب طريقة استخراج العسل:
    • عسل مفروز: هو العسل المستخرج بطريقة الطرد المركزي (بالفرّاز)،
    • عسل معصور: هو العسل المستخرج بطريقة عصر أقراص العسل الخالية من الحضنة مع أو بدون تسخين معتدل،
    • عسل راشح: هو العسل المستخرج بطريقة ترشيح أقراص العسل المنزوعة الأغطية والخالية من الحضنة مع أو بدون تسخين معتدل.
  3. حسب طريقة تجهيز العسل للبيع:
    • عسل صافي: وهو العسل المُصفّى من الشمع والأخلاط الأخرى وقد يكون سائلاً أو متبلوراً جزئياً أو كلّياً،
    • عسل بشهده أو بشمعه: وهو العسل الذي يبقى في النخاريب الشمعية التي وضعه بها النحل، إما دون تقطيع أو مقطعاً إلى أجزاء. ويدخل في ذلك عسل القطاعات الشمعية،
    • عسل مصفّى مع عسل بشمعه: عندما توضع قطع من العسل بشمعه مع العسل المصفّى.

العوامل الأساسية لنوعية وتركيب العسل:

  • يجب أن لا يضاف للعسل أية مواد غريبة عنه وإن كانت مادة غذائية،
  • يجب أن لا تكون للعسل أية رائحة أو نكهة أو مذاق غير مقبول، أو أن يكون قد امتص ذلك خلال عملية تحضيره للاستهلاك،
  • يجب أن لا يكون العسل قد بدأ بالتخمّر أو الفوران،
  • يجب أن لا يكون العسل قد سُخِّنَ أو عولِجَ لدرجة تغيير تركيبه الأساسي و/أو نوعيته ونقاءه،
  • يجب أن لا تُستعمل عمليات كيميائية أو حيوية- كيميائية للتأثير على تبلور العسل .

العسل الغير صالح لتغذية الإنسان هو الذي:

  • ليس له مذاق مُميَّز أو رائحة خاصّة،
  • إذا كان مُتخمِّراً،
  • إذا تعرّض لحرارة عالية،
  • إذا كان نشاط أنزيم الدياستاز منخفضاً،
  • أوأن كان محتواه من مادة الهيدروكسي ميثيل فورفورال أعلى من المُحدّد بالمواصفات.

العسل في القرآن
قال الله تعالى في سورة النحل:


{وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ {68} ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلاً يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاء لِلنَّاسِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ{69}

في هاتين الآيتين إعجازٌ يتمثّل في قوله تعالى:

  • (وأوحى ربّك للنحل): ويتمثّل هذا الوحي في الغريزة التي أودعها الله في التركيب الوراثي للنحل، فالنحلة منذ أن تُخلق تعرف الأعمال المطلوبة منها حسب مراحل عمرها والمواقف التي تتعرّض لها دون أن تُعلّمها النحلات الأكبر منها. والمدهش أن للنحل لغة يتفاهم بها هي عبارة عن رقصات تعبّر فيها النحلة عن مواقع الأزهار أو المسكن الجديد وغير ذلك، وهذه اللغة تعرفها النحلة بغريزتها دون أن تتعلّمها كما في حالة الإنسان.
  • (أن اتّخذي من الجبال بيوتاَ ومن الشجر وممّا يعرشون): فالنحل لا يسكن إلا في ما كان مؤلّفاَ من الخشب أو من الحجر، ولم يمكن إدخال المواد المصنوعة من مواد أخرى وخاصّةَ البلاستيك إلا في حدود ضيّقة.
  • (ثم اسلكي سبل ربّك ذللاً فكلي من كلّ الثمرات): ولم يقل من رحيق الأزهار لآن النحل يصنع العسل من كل مادّة تحتوي على سكّر كالندوة العسليّة كما بيّنا سابقاَ وعصير الثمار وغيرها. كما أن النحل يتغذى على غبار الطلع الذي يجمعه من الأزهار وهو غذاؤه الزلالي (البروتيني) كما أن العسل هو غذاؤه الفحمائي (الكربوهيدراتي).
  • (يخرج من بطونها شرابٌ مختلفٌ ألوانه): وفي قوله شراب إرشادٌ إلى أن أفضل طريقة لتناول العسل هي إذابته بالماء (أو الحليب) وتناوله على شكل شراب فلا يكون ثقيلاً على المعدة ويجري امتصاصه بسهولة. كما أن كلمة شراب تنطبق أيضاً على ما تفرزه غدد النحلة من غذاء ملكي أو من سم أثبتت الدراسات الحديثة أنها مفيدة في علاج كثير من الأمراض.
  • (فيه شفاءٌ للناس): وقد شغل تفسير هذه الآية الكثير من المفسرين والباحثين. فقوله جلَّ جلاله (شفاء) يعني أنّه شفاء من بعض الأمراض ولبعض الناس على قول أكثر المفسرين.

العسل في السنّة
وردت عدّة أحاديث عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم حول العسل أشهرها:

  • عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:((الشفاء في ثلاثة : في شرطة محجم أو شربة عسل أو كيّةٍ بنار وأنهى أمتي عن الكي))،
  • عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((عليكم بالشفاءين العسل والقرآن)).

تركيب العسل:
يعتمد التركيب الكيميائي للعسل بدرجة كبيرة على مصدره (أنظر الفقرة السابقة). وبشكل عام، يتكون العسل (Bogdanov et al., 1999) من:

  • الفحمائيات (الكربوهيدرات):تتراوح نسبتها بين 73% و 83% مشكلةً الجزء الأكبر من العسل، وتشكل السكريات المختزَلة (الجلوكوز والفركتوز) الجزء الأكبر منها ولكن كميتهما في عسل الندوة العسلية أقل منه في العسل الزهري. النسب التقريبية لمختلف أنواع الفحمائيات هي كما يلي:

    الفركتوز 30.9- 44.3% الجلوكوز 22.9-40.8%
    المالتوز 0.5- 2.8% السكّروز  0.8-10%
    إيزومالتوز 0.5- 1.5% تورانوز  0.5-1.5
    نايجيروز 0.2- 1.0%

  • الماء: تتراوح نسبة الماء في العسل عادةً بين 14.5- 18.5%. النسب الأعلى من ذلك قد تسبب تخمّر العسل. بعض الأعسال الوحيدة الزهر تحتوي غالباً على نسبة أعلى من الماء (حتى 21%).
  • المكونات الأخرى:
    • - أحماض عضوية: بحدود 0.6%، أهمها: حمض الخل، حمض الليمون، حمض النمل، حمض جلوكورونيك، حمض بوتيريك، حمض اللبن وغيرها. هذه الأحماض تؤدي لجعل العسل وسطاً حامضياً (pH يتراوح بين 3.4 و 6.1). أعسال الندوة السكرية أقل حامضية من الأعسال الزهرية. تتراوح الحموضة العامة للعسل بين 8 و 40 ميليمكافئ/كغ.
    • - المركبات الآزوتية بنسبة 0.4%، منها: بروتينات (0.3%)، أحماض أمينية (0.05- 0.1%، وخاصةً البرولين)، أنظيمات (الأميلاز، ألفا جلوكوسيداز وغيرها..).
    • - المعادن بنسبة 0.1%، أهمها البوتاسيوم (0.05%)، الفوسفور (0.005%)، الكالسيوم (0.004%)، الصوديوم (0.0029%)، المغنيزيوم (0.002%).
    • - الفيتامينات، الليبيدات ومركبات عطرية.

    استعمالات العسل
    العسل غذاء ووقاية ودواء
    العسل كغذاء: يتمتع العسل من حيث أنه غذاء بطاقة كبيرة، حيث يعطي الـ 100غ منه أكثر من 300 حريرة. بالإضافة لذلك فهو باحتوائه على الفيتامينات والمعادن ومواد أخرى كثيرة فهو غذاء منشِّط أيضاً.
    العسل غذاء سهل الهضم، فهو يحتوي على حوالي 70% من السكريات الأحادية التي لا تحتاج إلى هضم وتمتص مباشرة حتى وهي في الفم. كما أن نصف هذه السكريات هي سكر الفركتوز الذي لا يحتاج إلى الأنسولين لتمثيله في الجسم.
    العسل للوقاية: بتنشيطه لأجهزة الجسم وتزويد بالفيتامينات والأملاح ومواد حيوية أخرى، يؤمن العسل وقاية للجسم من الأمراض، كما أنه يرفع من مناعة الجسم وقدرته على مقاومة الأمراض. وبما أن درهم وقاية خير من قنطار علاج، فإن تناول ملعقة عسل كل صباح تقي من الأمراض، تُضاف لها ملعقة أخرى مساءً للمرضى والشيوخ والناقهين والحامل والمرضع والرياضيين.
    العسل كدواء:يعتبر العسل علاجاً لوحده أو مضافاً له من منتجات خلية النحل الأخرى أو الأعشاب أو الزيوت الطبيعية. وتتمتع بعض أنواع العسل بخواص علاجية خاصة بها وتوصف للمصابين بمرض معيّن. فمثلاً يوصف:

    • عسل الأوكاليبتوس للأمراض الصدريّة وخاصة السعال ولمرضى السكري (باعتدال) وأمراض الكبد،
    • عسل دوار الشمس لارتفاع نسبة الكولسترول في الدم،
    • عسل الزعرور لمرضى القلب،
    • عسل الزعتر البري لجميع الحالات الالتهابية،
    • عسل الزيزفون (تيليا) للأرق والأمراض العصبية،
    • عسل البرسيم للرياضيين.
    والعسل عموماً مهدئ ومدر بول ومليّن وكابح لنمو الجراثيم.
    يستعمل العسل بالإضافة لما سبق في طهي بعض المأكولات وخاصة الحلويات، كما يدخل في تركيب مواد التجميل وخاصة الكريمات فيؤمن تغذية البشرة ونعومتها وجمالها.

    الدكتور طارق مردود

جميع الحقوق محفوظة لموقع نـحـلــة © www.na7la.com 2007-2010