موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب
   الصفحة الرئيسية           المـقـالات           الأخـبــار           الــصـــور           منتدى النحالين العرب   
 
أخبـار النحـل العلميـة
الأخـــرى
أرسل لنا خبراً قرأته

نحل ضد الألغام الأرضية
ملحق العربي العلمي

استعمالات خاصة للنحل اعتماداً على غريزته
من بعد عشرة أمتار سيدهشك صوت مليون نحلة عسل إذ أنه لن يبدو أزيزاً منفرداً وإنما يماثل صوت قمم الأشجار وهو يصفر ويحمله النسيم .وإذا جازفت وتقدمت إلى مسافة ستة أمتار يصبح الطنين شديداً ومنذراً بالسوء. وعلى بعد مترين يحمل الطنين شراً حتى أن السماء تبدو مسودة .
"موسيقى جميلة، أليس كذلك " هذا ما يقوله نيكولا كيزك كما لو أنه ليس هناك مجال للخوف .
يوضح كيزيلو عالم البيولوجيا في جامعة زغرب ومربي النحل أن لديه 25 مستعمرة تتضمن كل منها نحو 50 ألف نحلة لإنتاج العسل. أي أن لديه نحو مليون نحلة يستخدمها في أبحاثه والتي تمولها وزارة العلوم في كرواتيا، حول تربية النحل والانتخاب الطبيعي.
ويترك كيزك أبواب المخزن مفتوحة مما يسمح للنحل بالدخول والخروج من الصناديق الخشبية ويملأ السرب قاتم اللون مدخل الباب فيكاد مكان الخلايا يصبح مظلماً.
بعد انفجار المحطة النووية لتوليد الكهرباء في تشيرنوبل في عام 1986, استخدم كيزك نحله ككاشفات بيولوجية لتوزيع التلوث الإشعاعي بقياس مستويات السيزيوم في لقاحات النباتات التي يجمعها نحله وفي العسل الذي ينتجه النحل. وهو يدرب نحله الآن لاكتشاف نحو 250 ألف لغم أرضي في كرواتيا، التي وضعت خلال الحرب التي قسمت يوغسلافيا.
تستخدم فرق التخلص من الألغام أجهزة يتم التحكم فيها عن بعد ومجنزرات يقودها البشر وكلاباً تشم رائحة الألغام، بل عمالاً يخرقون الأرض بعصي طويلة. لكن لا تعمل كل طريقة بشكل جيد مع كل نوع من الأراضي التي لا يحكم عليها بأنها آمنة إلا إذا تمت إزالة الألغام منها بثلاث تقنيات مختلفة .
وبالرغم من أن مشروعه لا يزال في المرحلة التجريبية لكن كيزك يقول إنه مقتنع بالفعل بإمكانية تأهيل النحل لشم الألغام الأرضية كما تفعل الكلاب المدربة تماماً.
والحقيقة أنه ليس صاحب الريادة لهذه الفكرة فلقد درب باحثون من مختبر سانديا القومي ومن البنتاغون النحل لكي يشم المتفجرات مستخدمين أجهزة أكثر تعقيداً من تلك التي يستخدمها كيزك مثل الأجهزة الإلكترونية التي تولد موجة وتستردها لمعرفة التغير فيها من أجل متابعة حركة النحل . فعندما تكون الأزهار في أوج ازدهارها يشرب النحل العامل الرحيق من أجل الحصول على الطاقة وينقل اللقاح كمصدر بروتين إلى الخلايا لتغذية النحل الصغير.
ويضاف إلى حاسة الشم بالغة التصور لدى النحل مستقبلات رائحة لأنواع مختلفة من الجزيئات وتساعد هذه المستقبلات نحل العسل في تعلم الشم مثل تذكر راحة مصاحبة لمخبأ غذاء . لكن في الخريف والشتاء عندما تختفي الزهور يقدم لها كيزك وجبة من الماء بالسكر وثالث نترات التوليون المتفجر (T.N.T) .
يرش غرام من T.N.T على صحن بتري كبير ويغطيه بالتربة . ثم يضع صحناً أصغر يحتوي على محلول السكر أعلاه ويضع حوله تربة غنية بالمتفجر . وللوصول إلى المادة الحلوة على النحلة أن تمر أولاً فوق تربة ينفذ منها جزيئات المتفجر التي تتبخر بالتدريج.
أقام كيزك خيمة في حقل مجاور لمخزنه ونثر الأطباق المعدة مسبقاً حول الحشائش وأطلق سراح النحل . " خلال أربعة أو خمسة أيام أصبح النحل جاهزاً للربط بين رائحة المتفجر والمحلول السكري " كما يقول.
ولاختبار النحل بدلاً من أطباق بتري المعدة مسبقاً وضع أطباقاً تحتوي فقط على T.N.T فتوجه النحل المدرب إليها وهو يشم حولها باحثاً عن شيء يشربه.
ودرب نحله بشكل عملي في مساحة مزروعة بالألغام الأرضية في مركز أبحاث مختص تموله كرواتيا للتوصل إلى طرق جديدة لاكتشاف الألغام وكانت النتائج واعدة، والخطوة التالية التي لم يجد لها تمويلاً حتى الآن قد تتيح بيانات تفصيلية، حيث يمكن لكاميرا حرارية تعمل بالأشعة تحت الحمراء أن تساهم في إحصاء عدد النحل الذي "يرسل إشارة " عند الأطباق التي تحوي على T.N.T مقارنة بالأطباق التي لا تحوي متفجر.

هذا الموضوع منشور بملحق مجلة العربي العلمي ولم يوضع اسم كاتبه
المرسل: إياد خلف - سوريا - حلب

المصدر: العربي العلمي (ملحق علمي لمجلة العربي الكويتية) عدد جمادى الآخرة 1429هـ ـ يونيو 2008م.

 

مسموح النقل من الموقع شريطة ذكر الموقع والمؤلف www.na7la.com 2007-2011