موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب
الصفحة الرئيسية   المقالات   التصاميم   الصور   الأخبار   جمعية النحالين السوريين   اتحاد النحالين العرب
أخبـار النـحـالـة السوريـة أرسل لنا أخبار النحالين في بلدك

عسل مغشوش وإقبال جماهيري على الشراء

جديع دواره - سيريانيوز

6/10/2008

ضبط مكان التصنيع بريف دمشق والتحاليل تثبت انه "قطر"

كثرت في سورية ظاهرة البسطات أو البيع على الأرصفة, وخاصة قبيل وأثناء عيد الفطر، ففي البرامكة بدمشق وتحديدا عند وكالة سانا للأنباء، يقف شاب وأمامه عبوات زجاجية مختومة من العسل الصافي "المغشوش"، بعضها ما زال في الصناديق الكرتونية والبعض الآخر فوق الرصيف.

بائع محترف بالغش..

ينادي الشاب قائلا "عسل طبيعي من المساعدات العراقية، النفط مقابل الغذاء" في محاولة لإيهام المتحلقين حوله، بان هذا العسل الرخيص وصل إليه بطريقة ما بدلاً من الذهاب كمساعدات للإخوة العراقيين، وسعر العبوة 1 كغ بـ100 ليرة فيما يبيعه أخر بـ150 ل.س. يتشجع احدهم(لا نعرف ان كان بالاتفاق معه كما العادة في مثل هذه الحالات) ويطلب عبوتين، ثم تنهال عليه الطلبات، فيتولى الشاب عملية البيع، بينما يقوم آخر بفتح إحدى العبوات ويمررها على المترددين ليشموا رائحة العسل. مع ازدياد طلبات الشراء وتبدل المتجمهرين، تصل صناديق أخرى بعبوات جديدة، ويطور الشاب البائع بهلواناته بالبيع، فيغمس إصبعه بالعسل ويرفعها عالياً مؤكدا بأنه عسل حقيقي، ينساب خيط العسل الرفيع من إصبعه إلى العبوة دون أن ينقطع. التجربة الأخرى التي تقطع الشك باليقين ,كما يقول, هي إحراق العسل، حيث يضع قليلاً منه على ورقة ويشعلها فتشتعل الورقة دون ان يشتعل العسل كدليل على عدم وجود السكر داخله، فيكسب مزيدا من المترددين. البيانات المكتوبة على العبوات بعضها بلغة عربية وأخرى بلغة أجنبية، ويؤكد الشاب بان لديه ثلاث أنواع من العسل فمنه التركي، والمصري والألماني كما هو مكتوب على اللصقات. اشترت سيريانيوز عبوة ماركة (السدر-جودة ألمانية) بـ100 ليرة، وتوجهت بها إلى مديرية حماية المستهلك بوزارة الاقتصاد، التي تجاوبت بإرسال العبوة إلى مخبرها المركزي، وبعد نحو أسبوع قال د.راتب سلام مدير المخبر إن " التحاليل التي أجريت على العينة أثبتت بأنها ليست عسلا بل هي عبارة عن قطر". وأضاف سلام أنه "لا يمكن تتبع ضرر المادة من عدمه لان هذا يحتاج الى مزيد من الاختبارات المعقدة", ووصف من يتاجرون بهذه المادة بأنهم "يسعون وراء كسب غير مشروع عن طريق الغش".

ضبط مكان التصنيع

أثناء إجراء التحاليل التي طلبتها سيريانيوز، وصلت إلى مديرية حماية المستهلك شكوى أخرى من منطقة عين ترما عن المكان الذي يصنع فيه العسل المغشوش، فتحركت دورية من مديرية التجارة الداخلية بريف دمشق بإشراف معاون المدير الأستاذ علي الخطيب وبمساعدة الشرطة والمختار، وفتحت المنزل المستأجر من قبل (ح.ح)، وقامت بمصادرة الأدوات المستخدمة لتصنيع العسل المغشوش وهي برميل ستانلس، ختّامه حرارية، مئات اللصاقات، عشبه جيجان، لوز وجوز, كما ضبطت 20 كغ من العسل المغشوش تحت ماركة السدر و27 كغ بالمكسرات تحت ماركة(اوماك) و68 عبوة بدون لصاقة. ولا يزال البحث جاريا عن مسـتأجر البيت (ح.ح) الذي كان يدير هذه العملية ويبيع العسل المغشوش في عدة مناطق من دمشق مثل البرامكة، جسر الثورة، أمام أسواق الخير../

بيع الأرصفة والغش

فيما يلجأ كثير من المواطنين ,وخاصة من ذوي الدخل المحدود, إلى الشراء من الأرصفة، ويعمل بهذا القطاع عدد غير قليل من أصحاب "البسطات" وباعة الأرصفة، يقول الدكتور عبد اللطيف البارودي مدير الشؤون الفنية بوزارة الاقتصاد "نتمنى على المواطنين ان لا يشتروا من الأرصفة حتى لو كانت البضائع مجانية، لأننا لا نضمن سلامتها وقد تحمل الضرر لهم، وغالبا ما تكون هذه البضائع إما مقلدة او مهربة او حتى مسروقة..". وتابع أن "الدولة تضمن البضاعة التي تباع بالمحلات، إما الشراء من امرأة تبيع اللبن او طفل جالس على الرصيف اليوم ويختفي غدا, فكيف يمكننا ضبط ذلك.. ومع ذلك فان مهمة عدم إشغال الأرصفة تقع على عاتق البلديات".

سوابق غش العسل

يقول المهندس برهان الشبلي مسؤول المناحل بمديرة زراعة السويداء إن "بعض أنواع العسل الجيدة يتجاوز سعر الكيلو منها 1200 ليرة، ولا يوجد في سورية كيلو عسل بأقل من 700_800 ليرة تبعا لطبيعة الحقول التي يتغذى عليها النحل، حيث تبقى النبتات والشوكيات البرية في صدارة تلك الحقول". فيما أشار رئيس رقابة الأسواق في وزارة الاقتصاد عيسى فرح " لقد عممنا على جميع المديريات بالمحافظات من اجل سحب عينات من العسل الموجود في الأسواق وإجراء الاختبار عليها لمعرفة مدى مطابقتها للمواصفات..". يذكر أن السلطات المختصة ضبطت في أيار الماضي كمية كبيرة تبلغ نحو 2 طن من العسل المغشوش لماركات سورية معروفة في منطقة عين ترما أيضا, كما تم قبل نحو عام ضبط مكان آخر في حي تشرين، ويبقى وعي المواطن هو الرهان النهائي في ضبط هكذا ظواهر.

جديع دواره - سيريانيوز
jdawara@syria-news.com

جميع الحقوق محفوظة لموقع نـحـلــة © www.na7la.com      2007-2008