موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب
   الصفحة الرئيسية           المـقـالات           الأخـبــار           الــصـــور            الـمـجــلــة    
 
أخبار النحالة العـربـيـة
هــذا الـعـــام
أرسل لنا خبراً قرأته

بالصور.. من العلاج إلى الاقتصاد.. للعسل فوائد كثيرة في الجزائر

الجزائر - أميمة أحمد
الجمعة, 06 مارس 2015



عُرفت تربية النحل في الجزائر منذ أمد طويل، إلا أنه اقتصر استخدام العسل على العلاج، وبرع الجزائريون في تربية النحل وتوارثوا هذه المهنة جيلاً بعد جيل، وخلال العشرين سنة الماضية شجعت الدولة الشباب العاطل عن العمل على تربية النحل لتصبح تربية النحل أحد الأنشطة الاقتصادية لامتصاص البطالة، فقدّمت قروضا دون فوائد للشباب، وإعفاء مربي النحل من الضرائب، وتزويدهم بخلايا نحل جاهزة لإنتاج العسل.

النحال غندوز سحنون والذي تقوم عائلته بتربية النحل قبل 150 سنة، يتوارثونها أبا عن جد، تحدث لـ"مصر العربية"، أنه استلم المنحل من والده عام 1966 ويدرب أبناءه وأحفاده ليتابعوا المهنة بعده. وقال: "رغم تشجيع الدولة للنحالين بالقروض فلا زالت المشاكل تواجهنا كمربي النحل، من أبرزها زراعة مراعي النحل كالفصة، والصويا، ودوار الشمس، والزهور، ليس عندنا اهتمام بمراعي النحل مثل أوروبا، حيث يزرعون حقولا واسعة لدوار الشمس والصويا والفصة والأزهار، والنحالون يستأجرون مساحات بالمرعى يضعون فيها خلايا النحل، بينما في الجزائر لازال النحل يرعى في المراعي الطبيعية، بالجبال والغابات ومزارع الحمضيات ونباتات الصحراء".



ويُقدر إنتاج العسل بالجزائر بأكثر من 60 ألف طن سنويا حسب غندوز، القادم من الصحراء نحو 1400 كم جنوب العاصمة، وتحدث عن أنواع العسل، منها: عسل شجرة اللبينة، عسل الشوكيات، عسل السدر، عسل إكليل الجبل، عسل الأزهار البرية، عسل البرتقال (الحمضيات)، عسل الكاليتوس (الكينا).
وليد بوكربان مربي نحل من ولاية البليدة الوقعة جنوب العاصمة بنحو 50 كيلو مترا تحدث عن جغرافية إنتاج العسل حسب المرعى، عسل اللبينة في ولاية البيض (الصحراء)، عسل الكاليتوس في بوزريعة (جبال العاصمة)، عسل السدر بولاية الجلفة (أطلس التل)، عسل البرتقال في بجاية (الغابات).




التنوع الجغرافي للعسل نتيجة تنوع مرعى النحل، فتُنقل المنحلة للمرعى، غير أن ثقافة استهلاك العسل لا زالت قليلة، فالأغلبية يستخدمون العسل للتداوي بالطب الشعبي، وفي السنوات الخمس الأخيرة أصبح الناس يتناولون العسل بوجبات الطعام ومع الحلوى، خاصة في وجباتهم مع قهوة الصباح وقهوة المساء (تقليد جزائري فطور الصباح قهوة بالحليب، وعند العصر يتناولونها ثانية، وهو تقليد فرنسي بالأصل ).
وأشار بوكربان إلى أن إنتاج العسل لا يكفي الاستهلاك المحلي، لذا السوق الجزائرية فيها أنواع عسل أجنبية عربية وأوروبية.


وعن مواعيد قطف العسل، قال بوكربان إن العسل يتنوع باختلاف المرعى، حيث تختلف مواعيد القطف أيضًا، فعسل اللبينة الصحراوي قطفه أوائل أغسطس، وعسل البرتقال أو الحمضيات في بداية مايو، عسل الكاليتوس (الكينا) في يوليو، وعسل السدر في يونيو، هذا تطور في إنتاج العسل، فكانوا قديما يقطفون العسل مرة واحدة في العام. تشجيع الدولة الشباب على تربية النحل بتقديم حوافز مثل قروض بلا فوائد وخلايا مجانية، دفعت نبيل أحفير من تيبازة (60 كيلو غرب العاصمة) ليعمل مربي نحل وهو خريج كلية الاقتصاد. وقال لـ"مصر العربية": وجدت العمل كنحّال دخله أفضل من الوظيفة، فمتوسط الدخل 1500 دولار شهريا وعندي 100 خلية، ويرتفع الدخل بارتفاع عدد الخلايا، هذا فضلاً عن تحرري من قيود أوامر الوظيفة، ودخلها محدود لا يزيد عن 400 دولار".




وتحدث النحال فاروق العشريني عن تجربته بتربية النحل، قائلا: "منذ بدأت الدولة بتقديم الدعم المباشر للراغبين بتربية النحل عام 2001، قدم أخي طلب الاستفادة، فحصل على 100 خلية جاهزة بالنحل، ثمن الخلية ما يعادل 80 دولارا، دفع من ثمنها 20% والباقي تدفعه الدولة، كنت يومها صغيرا فتعلمت المهنة من أخي ونعمل حاليا معا، والآن بعد إقبال الشباب على تربية النحل انخفض عدد الخلايا التي تقدمها الدولة إلى 30 خلية، والنحال يدفع 50% من ثمنها، ورغم ذلك يبقى دخلها جيدا وأفضل من الوظيفة ".
ويرى النحال بن محمد بن مهدي، أنه لكي يرتفع إنتاج العسل لابد من تطوير وسائل الإنتاج، مثل معاصر الشهد، ومباخر خلايا النحل وغيرها من وسائل تستخدم في تربية النحل، لكنها مرتفعة الثمن فوق طاقة مربي النحل، ويقترح على الدولة شراء هذه الوسائل بصفقات تكون أقل ثمنا من التجزئة، وتبيعها للنحالين، فيزيد إنتاج العسل أضعاف ما عليه الآن، فلا زال يجنى بالطرق التقليدية.
من غرائب النحل أن النحلة ترعى في الغابات لمسافة 3 كيلو مترات بعيدا عن خليتها، وفي الصحراء تبتعد حتى 7 كيلومترات، وتعود لنفس الخلية، حسب النحال عبد الحكيم عُوداين، الذي قال لـ"مصر العربية": على النحال عند نقل الخلايا إلى مرعى جديد أن يبعدها عن المرعى القديم أكثر من تلك المسافة حتى لا تعود إليه.




تنتشر معارض العسل في ولايات الجزائر الـ48 على مدار العام لنشر ثقافة استهلاك العسل كي لا يبقى للتداوي فقط، ويعرضون أنواع العسل ومشتقاته مثل حبوب الطلع والشمع وغذاء الملكات ومواد التجميل المصنوعة من شهد العسل.


المصدر: جريدة مصر العربية على الإنترنت

مسموح النقل من الموقع شريطة ذكر الموقع والمؤلف * www.na7la.com * منذ عام 2007