موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب
   الصفحة الرئيسية           المـقـالات           الأخـبــار           الــصـــور            الـمـجــلــة    
آفـات النحــل
الآفات المتطفلـة
ما يرد في المقال يعبر عن رأي الكاتب-اكتب رأيك!

الـكـفــاح ضـد الـفــاروا

إعـداد الـدكـتور طـارق مـردود

 

في القسم الأول من القرن العشرين، جلب النحالون الروس نحل العسل الأوروبي إلى شبه الجزيرة الكورية عبر سكة حديد سيبيريا فأصبح بتماس مع النحل الآسيوي مما جعله أول نحل عسل أوربي (Apis Mellifera) يصاب بالفاروا.

وخلال أكثر من الـ 50 سنة الأخيرة انتشرت الفاروا من بلد إلى بلد حتى وصلت إلى شمال أمريكا قبل حوالي 40 سنة. وقد تمكنت بشدة في العشرة سنين الأخيرة حتى أصبح وجودها مشكلة خطيرة تواجه النحل (لكلا النوعين البري والأهلي) في العالم وبقيت أستراليا موطن النحل الوحيد الخالي من الفاروا. أيضاً في كندا بقيت جزيرة نيوفاوندلاند خالية من الفاروا. وقد حاولت قبلهما بريطانيا منع الفاروا من الدخول إليها ولكنها لم تنجح. بالرغم من أنه من المستحيل أن يعبر طرد النحل القنال الإنكليزي، إلا أنه يبدو أنه عبره متعلقاً على سفينة.

هناك طرق عديدة لمعالجة الخلايا ضد الفاروا مثل مبيدات الحشرات، تجميد حضنة الذكور، التسخين، القعر المنخل، حمض النمل أو الأوكزاليك، الزيوت المعدنية (متضمنة بللورات الثيمول) والتعفير بالسكر.

استعمال بعض مبيدات العناكب في مكافحة الفاروا تعرضت لمشاكل عديدة، أولها أنه باستمرار استعمالها تكتسب الفاروا مناعة ضدها، وكلما تغيرت المبيدات، تتغيرالحشرات وتكتسب مناعة ضدها، لذا يلزم أن تطبق كيماويات أقوى، مما يوجب أن تتغير كل سنة لمنع المقاومة. والأخطر أن آثار من المبيدات تبقى وتتراكم في الشمع وهذا يضعف مناعة النحل ويجعله أكثر حساسية للممرضات والمبيدات. لذا جرى الاتجاه نحو المكافحة الحيوبة.

هناك أشكال كثيرة للمكافحة الحيوية للفاروا منها استعمال مفترسات العث التي هي من أنواع عث ستراشيولايلابس (Stratiolaelaps) التي استعملت في المكافحة الحيوية في البستنة لأكثر من 15 سنة. يهاجم هذا العث المفترس الطور البالغ (phoretic) من الفاروا. المؤمل أنها ستستطيع جعل أعداد الفاروا بمستوى منخفض لا يؤثر عملياً على الطائفة. بخلاف بعض الكيميائيات، يمكن أن تستعمل ستراشيولايلابس طيلة السنة بما فيه موسم الرحيق. في هذه الحالة ليس هناك تراكم في شمع الخلية وبالتالي لا تتكون مقاومة لدى الفاروا.
سلطعون كاذب يأكل الفاروا


لكن نتائج الحالات الأولى لمراحل اختبارات استعمال الستراشيولايلابس كانت مشوشة. في الولايات المتحدة الأمريكية أفاد موقع (نياجارا بيواي Niagara Beeway) بنتائج إيجابية. وكجزء من مسح بواسط مزرعة بروكفيلد في شمال غرب ولاية واشنطن وجد أن ستراشيولايلابس لم تقلل من أعداد الفاروا في طوائف النحل. وفي رسالة كبيرة من مزرعة بروكفيلد تفصل طرق ونتائج استعمال العثة المفترسة, تبين أنها تعمل فقط على النحل البالغ وليس على اليرقات حيث تتكاثر الفاروا، ولا تعمل على الطوائف الشديدة الإصابة بالفاروا وهي مكلفة وتغادر الخلية لتعيش في جوها الطبيعي في التربة.

قد توفر الفطريات المستخدمة في المكافحة الحيوية لطفيل عسل النحل المدمر (الفاروا) حماية النحل قبل كل اصابة ومنع الحلم من قمع استجابة النحل المناعية الذاتية.(faroa9.html)

وفي فرنسا لاحظ الطبيب البيطري الدكتور لويس ليكريك الذي كان يجري مسحاً لإحدى الغابات ,أن أعشاش النحل البري مصابة أيضاً بطفيل الفاروا ولكن بنسب متفاوته. فالطوائف التي كانت تسكن في مكان يكون فيه القعر بعيداً ولا تقف النحلات عليه عند دخولها إلى العش أقل إصابة بالفاروا بدرجة كبيرة. وعندما تحدث بذلك إلى أحد أخصائيي النحل (جان بيير ليبابيكJean-Pierre LE PABIC) أدرك أن السبب هو كما يلي: تتمسك الفاروا بعائلها النحلة عن طريق تماسك شعيراتها البطنية مع شعيرات جسم النحلة، ولذلك فهي تسقط عنها عند أول احتكاك فتقع على الأرضية، لكنها تعود فتتسلق على نحلة أخرى جاءت من الخارج ومرت على الأرضية. ولكن إذا ما كان قعر المسكن بعيداً والنحل القادم لا يمر عليها, فإن الفاروا لا تجد نحلاً تتسلق عليه فتموت.
نشر الدكتور ليكريك مقالة عن ذلك في مجلة تربية النحل الفرنسية "L’Abeille de France et l’Apiculteur" (issue No 782).أخذ هذه الفكرة أحد مصنعي أدوات النحالة (Mr. Legris)وقام بصنع أرضية من أنابيب بلاستيكية ملساء بحيث تنزلق الفاروا الساقطة وتقع على الأرض تحت الخلية فتموت من الجوع والبرد وقام بإرسال ثلاثة منها إلى النحال جان بيير ليبابيك الذي قام بتجربتها لستة سنوات (من 1997 إلى 2002) وكانت النتيجة فاروا قليلة ولا حاجة لأي علاج كيماوي.

طريقة أبسط يستخدمها النحالون الهنود وهي تتمثل برش مسحوق السكر على النحل، فيدخل بين شعيرات الفاروا الموجودة على بطنها فلا تستطيع التمسك بشعيرات جسم النحلة فتسقط على الأرض. كما يستخدم الإطار الذكري بترك فراغ مكان القرص الثامن أو التاسع في الخلية أو بوضع إطار خاص عند بدء تربية حضنة ذكور وعندما يمتلئ بالحضنةالذكرية المختومة يؤخذ ويذاب أو يوضع في الثلاجة لتموت اليرقات الذكرية ثم يعاد استخدامه. الإطار الخاص قد يكون بترك مكان الإطار فارغاً أو بإدخال إطار مُسلَّك فارغ (دون شمع أساس)، أو قرص شمع قديم تمّ قطع ثلاثة أرباع ارتفاع الشمع فيه وأُبقيَ على شريحة بعرض نحو 5 سم.

كما أعطى استخدام المواد الطبيعية فعالية جيدة في مكافحة فاروا النحل حسب تجارب وزارة الزراعة السورية وكانت نتائجها كما يلي: - لم يُسجل موت غير طبيعي على خلايا النحل التي خضعت للتجريب من جراء استخدام المواد الطبيعية النباتية. - تجاوزت الفعالية 80 بالمئة في قتل الفاروا في المواد الطبيعية التالية: الثوم المهروس أسفل الأقراص، بذور الأنيسون وأوراق النارنج والمريمية تدخيناً، بذور الشمرة والبعيثران رشاً. - قد يكون التأثير الطارد للزيوت العطرية التي تحتويها النباتات قد أدى إلى تخفيف فاعلية طريقة التغذية، مؤثراً على توقف الفاروا عن التغذية على دم النحل، أو إحجام النحل عن استهلاك الغذاء بالسرعة الكافية لأخذ الجرعة القاتلة للطفيل علماً أن فعالية ثمار السرو وصلت إلى 68 بالمئة واستمرت لمدة ستة أيام. - أن مجرد رش النحل بمحلول سكري مخفف 5 بالمئة أو التدخين بالخيش فقط يعطي فعالية عالية لتساقط الفاروا تقارب 47 بالمئة في كثير من الأحيان وبخاصة في الطقس الحار. - ينصح باستخدام أوراق النارنج والتي أعطت فعالية تجاوزت 85 بالمئة . - يُنصح باستخدام البعيثران والذي أعطى فعالية تجاوزت 80 . - بينت غالبية التجارب أن تطبيق مستخلصات النباتات الطبيعية في طقس حار يزيد من فعاليتها لذا يُنصح النحال باستخدام هذه المواد رشاً في وقت الظهيرة من النهار، وتدخيناً في المساء. - يلعب نوع المستخلص وطريقة الحصول عليه دوراً مهماً في فعالية المواد النباتية. -إن طريقة التدخين هي الأفضل في مكافحة الفاروا بالنسبة لكثير من النباتات وهي أكثر سهولة في التطبيق، وقد تبين أن طول فترة التخزين تقلل من فعاليتها. - ينصح باستخدام البذور الناضجة حديثة الحصاد كالأنيسون لفعاليتها العالية 90 بالمئة تجاه الفاروا،

يعتقد البعض أن التزايد الغير طبيعي في حجم نحل العسل الأوروبي (Apis Mellifera) الجاري منذ مئة سنة سبقت بهدف زيادة العسل تعيق محاولاته لإزالة الحلم والمساحات المتزايدة بين أجزاء الجسم مما يسمح للحلم باختراقه. إذا كان هذا حقيقة فإنه سيدعم قناعة النحالين الطبيعيين للنخاريب الصغيرة الذين يدعمون أيضاً التربية بدون علاج. هذا يسمح لتكون مقاومة للفاروا.

مستقبل التعامل مع الفاروا سيكون بتربية نحل حساس صحياً للفاروا (Varroa Sensitive Hygienic (VSH)). الكثير يعتقدون أن عترات traits النحل الحساس صحياً (VSH) قد تحققت وراثياً وعبر تدقيق الملاحظة. في طوائف نحل ذات سلوك صحي (VSH) ، تكتشف يرقات النحل المصابة بالحلم وتزال. سلوك آخر لعترات النحل (VSH) أنها أكثر فعالية في تنظيف نفسها (self grooming)، تنظيف الغير (group grooming) النحل الحارس يزيل الحلم من على النحل الداخل للخلية، إما بقتلها أو طردها من الخلية وتستعمل النحلات فكوكها لقتل الحلم. مستقبل التعامل مع الفاروا سيكون بتربية نحل حساس صحياً للفاروا ((Varroa Sensitive Hygienic (VSH).

((نقلاً عن موقع نحلة www.na7la.com بإدارة الدكتور طارق مردود))
إعــداد الدكـتـور طـارق مـردود مدير الموقـع