نحل العسل ضروري للزراعة الحديثة نظرا لأنه يقوم بتلقيح ثلاث أرباع أهم 115 محصول غذائي على مستوى العالم. وهذه المحاصيل تبلغ مبيعاتها السنوية حوالى من 1 إلى 3 الاف بليون دولار فى كل العالم. وفي السنوات الأخيرة عانى نحل العسل بشكل لم يسبق له مثيل فى أرجاء عديدة من العالم، حيث تناقصت صحة النحل لسنوات عديدة وانخفضت أعداده وتسارع معدل هذا الإنخفاض، ونشأت العديد من الأثار السلبية على النحل وبالتالي على الزراعة على نطاق واسع.
قديماً … منذ حوالي 500 سنة، اجتمع علماء نحل من الجامعات ومن وزارة الزراعة الأمريكية لدراسة مشكلة أهمت النحالين في كل أنحاء أمريكا لسنوات. اشتكى النحالون من أنهم يجدون خلايا خالية من النحل دون أي أثر يمكن أن يدلهم على ما حدث للنحلات. أظهر البحث السريع أن هذه ليست مشكلة حديثة، وقد حدثت عدة مرات في السنوات السابقة منذ أن بدئ بتسجيل الأحداث.
مع الوقت، استجمع العلماء قواهم لعمل شيء لحل مشكلة النحالين، لكن المشكلة اختفت خلال موسمين، وفي الموسم الثالث عندما أرادوا مواجهة المشكلة وتقرير ما يجب فعله، وجدوا أن المشكلة قد خبت ولم يستطيعوا العثور على عينات لفحصها. واحد من العلماء سمع وهو يقول أنه (كان مهماً حقيقة بأن نجد سبب المشكلة لما أسماه "مرض الاختفاء" لأنه في كل مرة يتجمعون فيها لدراستها.."يختفي المسبب اللعين".) هذا الربيع، بدا أن المسبب "اللعين" قد اختفى أيضاً. وجرى التساؤل: لماذا تحدث هذه المشكلة؟، مع أن النحالين قطعوا شوطاً طويلاً في المحافظة على صحة النحل: إدارة تغذية فضلى، قفائر نظيفة، تحكم آمن بالإصابة بالحلم من قبل النحالين، طبعاً فإن النحل والنحالون كلهم موضع شبهة في سبب ما حدث. أصبح مرض انهيار الخلية مسألة مهمة في خريف 2006-2007 عندما أخذ نحالون يخبرون أن 30 إلى 90% من خلاياهم قد فقدت. موت الخلايا في الشتاء أمر مألوف, لكن الموت عند بعض النحالين كان أكثر من المعتاد. ظهر أول تقرير عن اعتلال انهيار الطائفة فى منتصف نوفمبر 2006 عن طريق نحال من ولاية بنسلفانيا الأمريكية والذي كان يشتّي نحله فى فلوريدا. وكان إجمالي الفقد فى طوائف النحل فى الولايات المتحدة حوالى 30% سنة 2007 وزاد الفقد إلى حوالى 35% سنة 2008. وفى بعض الولايات كان الفقد حوالى 50% أوأكثر. وفقد بعض النحالين من 50-90% من طوائفهم فى غضون أسابيع. ((نقلاً عن موقع نحلة www.na7la.com بإدارة الدكتور طارق مردود))
معظم الفقد كان خلال الفترة من إكتوبر/تشرين أول إلى مارس/آذار. واللافت للنظر فى تلك الخسائر عدم وجود النحل الميت فى 60% من الطوائف الميتة المقدرة بحوالي 750 ألف إلى مليون طائفة فى كل الولايات خلال شتاء 2007/2008. وحذر مجمع الأبحاث الوطنى الأمريكى من إنقراض النحل فى أمريكا الشمالية بحلول 2035 إذا إستمر الفقد بهذا المعدل. ومن ناحية أخرى أشعل هذا الفقد حرب الأسعار فى صناعة تلقيح المحاصيل. وكان التأثير النهائي هو زيادة أسعار الغذاء. العرض الرئيسي كان رؤية عدد قليل من النحل في الخلية، أو تكون الخلية بدون نحل وعدم وجود نحل ميت, وغالباً ما يوجد عسل وحضنة غير بالغة. التأبير مسألة حرجة في الزراعة. يقوم النحل بتأبير أكثر من 130 محصولاً في الولايات المتحدة ويضيف ما قيمته 15 بليون دولار للمحاصيل سنوياً. طبقاً لبحث نشر في مجلة (SCIENCE)في 6 أيلول/سبتمبر 2007 وجد فريق يقوده علماء من مصلحة الأبحاث في وزرة الزراعة الأمريكية وجامعة ولاية بنسلفانيا, وجامعة كولومبيا, وجدوا رابطاً بين مرض انهيار الخلية CCD لدى نحل العسل وفيروس يسمى (فيرس الشلل الاسرائيلي الحاد Israeli) Acute Paralysis Virus (IAPV)). لكن البحث التالي لم يؤكدهذا الارتباط. سمح المسح الجيني للباحثين أن يحددوا الممرضات التي تعرضت لها عينات النحل. تبين أن مجموع ما تؤويه النحلات – المصابة بـمرض انهيار الخلية CCD وغير المصابة به – هو ستة طرز طفيلية من البكتريا, وثمانية مجموعات بكتيرية, و81 فطراً من أربعة نسائل, وسبعة فيروسات. في29/8/2008 أعلنت جامعة مينيسوتا أن علماءها قد أحدثوا اختراقاً في مجال الكشف عن مسبب مرض انهيار خلية النحل Colony Collapse Disorder (CCD) . اعتمد الكشف على استعمال طريقة تحليل يستعملها مختبر تابع للجيش الأمريكي تكشف عن البيبتيدات في العينة المختبرة. وبما أن كل كائن لديه بيبتيدات خاصة به, وأن هناك قاعدة بيانات عن كل البيبتيدات, فإنه بتحليل عينات نحل يمكن اكتشاف الممرضات التي تحملها النحلة. كانت الجامعة قد جمعت عينات نحل من مساحة واسعة من جنوب غرب الولايات المتحدة وقامت بتحليل البيبتيدات فيها فوجدت في عينتين فيروساً إسمه فيروس الفاروا- 1 (Varroa destructor virus-1), (VDV-1), فيروس النحل هذا اكتشف أولاً في أوروبا عام 2006, لذلك يسمى أيضاً فيروس النحل الأوروبي.
ينتقل فيروس الفاروا-1 عن طريق النحل والفاروا التي تتطفل عليه, وهو يتكاثر في خلايا كليهما, وهو قريب جداً من مجموعة الفيروسات التي تصيب النحل وتسبب تشوه الأجنحة والسلوك العدواني وموت الحضنة. ويأمل العلماء أن يكتشفوا المسبب الحقيقي لمرض انهيار خلية النحل باستعمال هذه الطريقة. في نهاية عام 2008، نشرت الصحافة نقلاً عن البيت الأبيض ووزارة الزراعة الأمريكية عن أمر آخر يبدو أنه جلب مشكلة اختفاء النحلCCD إلى الباب هذا العام: نحل عسل يملك بعض المقاومة لأحد ما يشتبه أنه من مسببات اختفاء النحل: حلم الفاروا. في الأسفل، في باتون روج Baton Rouge, La., هناك مختبر أبحاث نحل العسل، حيث استوردوا وانتخبوا عدة سلالات نحل متميزة من شرق روسيا حيث عاش النحل لمئات السنين مع الفاروا. خلال هذه المدة تلقت النحلات ضربات قوية من هذه الفاروا، ولكن لم تمت جميعها. في الحقيقة، بعضها نجا ومنها تم استجلاب سلالة مقاومة للفاروا وللحلم القصبي إلى أمريكا. وبعد تمحيص دقيق وعزل طويل للتأكد من خلوها من الأمراض والطفيليات، بالإضافة لتربية متحكم بها لزيادة مقاومتها أكثر، جرى توفيرها للنحالين الذين يحتاجون لها. نتائج استعمال النحالين لسلالة النحل الروسية هو استعمال أقل بكثير (وغالباً بدون) كيماويات لمكافحة الفاروا للمحافظة على صحة النحل. ولذلك صاروا يصرفون أقل من المال ومن الجهد في هذا المجال من عملهم وأصبح النحل أكثر إنتاجية. بالإضافة إلى أنهم صاروا يفقدون خلايا أقل وبالتالي قلت التكاليف أيضاً. محصلة ذلك، تربية هذه السلالة من النحل يوفر الوقت والنقود ويحافظ على البيئة ويحد من أي تهديد لإنتاجية الخلايا. والآن يوجد حتى "منظمة مربي النحل الروسي" لضمان التحكم بالنوعية. بالنسبة للنحالين في كل مكان: الروس قادمون. والآن، كما يبدو، الروس قادمون إلى البيت الأبيض أيضاً. في تموز/يوليو ستتلقى خلية البيت الأبيض إحدى هذه الملكات الروسية المنتخبة المقاومة للفاروا. خطط البيت الأبيض وأمانة وزارة الزراعة الأمريكية في الأسبوع الأخير من شهر تموز/يوليو القادم، سيعيش الروس في البيت الأبيض. أليس هذا جميلاً؟ **حتى الآن لم نتمكن من الإجابة على هذا السؤال البسيط : "هل هذه الطائفة تموت من CCD ، أو من شيء آخر؟" ... كان من الصعب الإجابة. استعراض ما هو معلوم : أعراض مشكلة انهيار خلية النحل CCD: المرحلة النهائية في الطوائف التي انهارت: • غياب تام للنحل المسن والبالغ في الطوائف ، مع عدد قليل أو غياب نحل ميت في الطائفة ، على الرقعة السفلية ، أمام الخلية ، أو في المنحل (انهيار في الطوائف). • وجود الحضنة في الطوائف حسب الوقت من السنة عندما الملكة ينبغي أن تبيض. • وجود مخزون أغذية، وكلاهما من العسل وغبار الطلع، ما لم يكن من الجفاف أو الوقت من السنة يقيد توافر الموارد الغذائية. • عدم وجود الآفات والحشرات مثل عثة الشمع وخنفساء خلية النحل. • عدم وجود سرقة من قبل طوائف النحل الأخرى. • السرقة والإصابة بالآفات تتأخر لأيام أو أسابيع. • عدد قليل جدا من النحل العامل للحفاظ على الحضنة الموجودة. • المتبقي من النحل في الغالب صغار النحل. • الملكة موجودة. • الملكة قد تضع المزيد من البيض لا يمكن الحفاظ عليه من قبل العاملات ، وهو المناسب لهذا الوقت من العام. • الطائفة غير راغبة في استهلاك المواد الغذائية التكميلية مثل شراب السكر وبدائل الطلع. **ومع ذلك ، هذه هي أعراض المشكلة في الطوائف, وعند الوصول إلى هذه النقطة فإننا نكون أبعد ما يكون ومتأخراًجدا لفعل أي شيء غير" دفن الموتى”. ما نحتاج إليه هو أن نكون قادرين على علاج بقية الطوائف التي هي في المراحل الأولى من الإنهيار”CCD”. هذا يمكن أن يكون مفيدا حقيقية لأن مربي النحل ربما يستطيع علاجها إذا ما تم اكتشافها في وقت مبكر بما فيه الكفاية رغم أنهم ما زالوا لا يعرفون السبب ، والواجب أن تقطع تقنيات الإدارة شوطاً طويلاً في المساعدة.
**ولدى تحري أسباب موت الخلايا المرتفع في شتاء 2008 – 2009 من قبل الأخصائيين، تبين أنها تعود إلى (مرتبة تنازلياً حسب الأهمية): 1- نقص فعالية مكافحة الفاروا: ذلك أن الفاروا قد طورت مقاومة ضد الأدوية الكيماوية المستعملة: الفلوفالينات والكومافوس. ولم يلحظ بعض النحالين فشل مكافحة الفاروا قبل الشتاء مما أدى لفقد كبير في الطوائف في الربيع. البعض الآخر انتظر إلى حين توفر الأميتراز والذي لم يصبح متوفراً في كندا حتى منتصف أيلول/سبتمبر 2008 حيث أصبح الوقت متأخراً لمكافحة الفاروا. كما أدى الجهد الذي سببته التغذية الكثيفة للفاروا ونقلها للأمراض الفيروسية إلى زيادة موت الطوائف. فعالية الوسائل البديلة الأخرى في مكافحة الفاروا كانت خاضعة بشدة لحرارة الجو. فالطقس البارد في خريف 2008 في بعض المناطق زاد من الفقد في الطوائف وأدى إلى عدم فعالية العلاج بالأحماض العضوية. 2- أحوال الطقس القاسية: وطول فترة الشتاء البارد وبرودة الطقس في الربيع في معظم المناطق مما لم يسمح للطوائف الضعيفة أن تتطور إلى المستوى الإنتاجي. 3- عدم مكافحة النوزيما: ليس لدى النحالين المعرفة والقدرة لأخذ عينات وتحري وجود النوزيما بنوعيها Nosema apis وNosema cerana الذي اكتشف في كندا عام 20077. هذان الطفيليان يسببان ازدياد نسبة موت الطوائف إذا لم يكافحا قبل الشتاء. لا يوجد في كندا دواء مسجل لمكافحة النوزيما سوى الفوماجيلين- ب الذي يستعمل في الخريف، لكن في الربيع تشاهد نسبة مرتفعة من الإصابة مما يدل على ضرورة تطبيق المكافحة في الربيع أيضاً. كما أن مكافحة النوزيما سيرانا غير معروفة حتى الآن. 4- الجوع: بسبب عدم كفاية الرحيق وعدم كفاية التغذية الخريفية والشتاء الطويل القاسي: كلها ساهمت في ارتفاع نسبة موت الطوائف. في فرنسا قال Hederer: "إن النحل يعاني من نقص الغذاء" . وفي خبر لوكالة التنمية الفرنسية أن وزارة التنمية المستديمة ستقوم في الأشهر القليلة القادمة بزراعة قسم من الطرق بنباتات رحيقية لمساعدة نحل العسل الذي يتعرض للاختفاء لأسباب غير معروفة، يعتقد أن أحدها هو نقص مساحات المراعي والغابات التي كانت تمد النحل بالغذاء. وتخطط الوزارة لحملة تمتد على طول شبكة الطرق الفرنسية التي تمتد لأكثر من 12000 كيلومتراً الغير منتجة حالياً، بزرعها بنباتات رحيقية تساعد النحل على البقاء. 5- فشل إدخال الملكات: النسبة المرتفعة من فشل إدخال الملكات خاصة من سلالة أخرى وموتها كما أفاد النحالون في المحافظات ولم يتم تحديد السبب، علماً أن الإصابة بالنوزيما تؤدي إلى نسبة مرتفعة من فقد الملكات. يتساءل العلماء هل من الممكن أن يكون النحل قد تعرض لشيء ما أصاب قدرته الملاحية بالعطل فتاه عنه طريق الرجوع؟، خاصة أنه من المعروف عن قدرته على العودة إلى خلاياه حتى عندما يكون على مبعدة ثلاثة كيلومترات منها. وفي محاولة من العلماء للبحث عن سبب علمي مقنع لما يحدث، أجرى الباحثون سلسلة من الأبحاث طرحوا خلالها مجموعة من الاحتمالات، والهدف هو مجرد العثور على طرف الخيط الصحيح بما يساعد في تطوير وسيلة علمية للحفاظ على المتبقي منه ومساعدته بالتالي على التكاثر من جديد. وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أفادت أن العلماء العسكريين وعلماء الحشرات يبحثون في إمكانية وجود شراكة بين فطر وفيروس ينشطان في الأجواء الباردة الرطبة ويؤثران على النحل بتعطيل عمل جهازه الهضمي، وهي ستكون موضع البحوث القادمة. كما طرح العلماء عدد من الأسباب التي سيبحثون فيها ومنها العث، مبيدات الحشرات، الأغذية المعدلة وراثيا، والهوتف الجوّالة، عدا أن هذا الاحتمال مستبعدا. دراسة جديدة تدّعي أنها حدّدت سبب (والأصح: أسباب) انهيار خلية النحل، مرض النحل الغامض الذي مازال يقتل النحل. أعلنت وزارة الزراعة الأمريكية في 25/5/2010 عن عثورها على دليل مبدئي يقترح ممرضين اثنين، يمكن أن يقود عملهما مع بعض لانحدار خلية نحل العسل الذي يسمى حالياً اعتلال انهيار خلية النحل CCD . هذا الهجوم المترادف اقترح سابقاً، هنا وفي تقارير أخرى، لكن هذا أول تقرير يعطي صيغة شبه علمية. وقد قاد باحثوا مونتانا هذا البحث باتجاه ما بدا أنه متاهة من الإحساس العام في الوسط الأكاديمي التقليدي، الذي تعلق بالاشتباه بالفيروس الإسرائيلي فيما مضى كسبب يقود لعلة انهيار خلية النحل. حاضر العالم في وزارة الزراعة الأمريكية جاي إيفانس Jay Evans من مختبر بيلتسفيل للنحل Beltsville Bee Lab مبيناً اكتشافه في المؤتمر العام للميكروبيولوجيا المنعقد في سان دييجو، كما تحدث في مقابلة صحفية. الممرضان المكتشفان ليسا على علاقة وثيقة ببعضهما. الأول فطر يلصق بنوزيما سيراناNosema cerena ويدخل القناة الهضمية للنحلة ويدمر الخلايا الظهارية ويمنعها من إكمال دورة حياتها. تؤمن هذه الخلايا المدمَّرة طريقاً لفيروسات رنا RNA من فصيلة ديسيتروفيريداي Dicistroviridae لتدخل وتحدث دماراً. يشتبه العالم جاي بإجهادات أخرى تحدث في نظام نحل العسل وتشارك بذلك الاعتلال، وبالتحديد سوء التغذية، ويرى أن علة انهيار خلية النحل تميل لأن تكون ظاهرة فصلية تحدث أساساً في الربيع عندما تبدأ الطائفة نشاطان مجهدان كثيراً. على النحل الذي أمضى الشتاء أن يبدأ بجني غذاء جديد لإطعام الحضنة الجديدة، وفي نفس الوقت عليه تحويل هذا الغذاء الجديد إلى هلام ملكي لإطعام الشغالات الفتية التي تحتاج إليه لكي تنمو جيداً. في الحالة العادية يقوم النحل بواحد من النشاطين وليس كليهما، وليس في نفس الوقت أبداً. كلا النشاطين مرهق جداً ويؤدي لصرف النحل لكميات استثنائية من الطاقة: غالباً ما يسحب بروتين من جسمه لتأمين هذا الطلب الإضافي. يحتاج النحل لمواجهة هذا التحدي الغذائي لكميات معتبرة من الغذاء للاستمرار بهذه النشاطات، لكن النحل المصاب بالنوزيما سيرانا غير قادر على استهلاك غذاء كافي لإنجاز هذا العمل. جائعاً حتى الموت بسبب هذه المعضلة، كنتيجة، وشبهة، تنهار خلية النحل. التوصية التي يمكن تقديمها لمساعدة النحالين لمواجهة علة انهيار خلية النحل، حتى الآن على الأقل، هي زيادة مخزون الغذاء في الخريف ليستهلكه النحل في الربيع، ومكافحة فطر النوزيما. تجارب مخبرية جديدة نشر سدرك ألو، الباحث في المعهد الوطني للبحوث الزراعية ( أنرا ) في أفنيون، فرنسا مؤخرا، نتائج دراسات أجراها في المختبر على النحل، هو وزملاؤه، حيث عرض النحل لعدد من العوامل القاتلة التي أشارت لها أصابع الاتهام ودارت حولها الشكوك بأنها مسؤولة عن الكارثة الأخيرة. وقد جرت دراسة التأثير المشترك لعاملين معا، هما فطر متطفل يدعى نوزيما، والمبيد الحشري Emidaclopride، وهو مبيد واسع الاستخدام في الزراعة حاليا، وتبقى آثاره في حبوب اللقاح وفي العسل، وفي أجسام النحل أيضا. تبين للباحثين أنه إذا زاد تركيز المبيد زيادة كبيرة، فإن التأثير المشترك للمبيد والفطر يصبح أكبر من مجرد مجموع تأثير كل منهما لوحده، كما لو أن 1 + 1 = 3. وهو ما يسمى بالتأثير التداؤبي Synergic effect. ويعطي الباحث ألو التفسير التالي لهذا التأثير: أن الفطر المتطفل على النحلة يمتص غذاءه من جسمها، مما يضطرها لاستهلاك كمية أكبر من الطعام ورحيق الأزهار لتعويض هذا النقص. وبما أن هذا الرحيق ملوث بالمبيد السام، فإن النحلة تتعرض لجرعة مفرطة وقاتلة من المبيد. تأثير متراكم ومتبادل لعل ما هو أسوأ من ذلك أن اجتماع الفطر الطفيلي والمبيد السام يؤثر على قدرة النحلة على إنتاج إنزيم مختص له علاقة بمضاد حيوي تفرزه النحلة ليحفظ العسل، وهو غذاء اليرقات، ويحميه من التلوث البكتيري. وهذا يعني أن التأثير المشترك للفطر والمبيد يقتل النحل على المدى القصير، ويضعف الخلية على المدى البعيد لأنه يؤدي الى تلف غذاء يرقات النحل. ويثير هذا التأثير المتبادل في الذهن ما نلاحظه بشكل عام لدى الإنسان مثلا عند تعرضه لأكثر من عامل ممرض. فالشخص القوي والسليم الجسم يقاوم الفيروس المسبب للرشح مثلا، لكن الشخص سيء التغذية وضعيف الجسم يكون أكثر عرضة للإصابة به. وكذلك الأمر في حالة الشخص المصاب بالفيروس المسبب لمرض الايدز، فهو عادة يموت بسبب أمراض أخرى تصيبه نتيجة نقص المناعة لديه نتيجة لإصابته بهذا الفيروس. وقد اعتمد الاتحاد الأوربي مؤخرا مشروعا بحثيا لدراسة التأثير المشترك للعوامل التي يشك في تسببها في هلاك خلايا النحل. ولعل هذا الدعم يساهم في كشف سر هذه الكارثة الغامضة، والتي مضى عليها نحو ست سنوات دون أن تحظى بتفسير مقنع وواضح. هكذا يقرر خبير نحل العسل إيريك موسّـين من مديرية علم الحشرات Department of Entomology في حديثه أمام الاجتماع السنوي الـ51، للمنظمة الدولية لعلم السموم المنعقد في سان فرانسيسكو. "ليس من سبب خاص يسبب اعتلال انهيار طائفة النحل وإنما مرض غامض يؤدي لأن يهجر النحل البالغ الخلية تاركا وراءه الملكة والحضنة ومخزون العسل والطلع. أخبر الخبير موسّـن المجتمعين الذين يبلغون 7500 عالم من الأكاديميين والحكوميين والصناعيين من العديد من البلدان في المعمورة، أن العوامل التي تؤثر على النحل تشمل: الممرضات، الطفيليات، المبيدات ونقص التغذية. وجدت بقايا المبيدات الحشرية في الشمع والطلع المخزن والنحل البالغ. يدقق العلماء أيضاً في التأثيرات المتبادلة بين المبيدات بما فيها من مواد حاملة، ويدققون في كل شيء ابتداء من البكتريا، الفطور، الفيروسات، نقص التغذية والانتقال في المناحل المتنقلة، تأثير طلع النباتات المعدلة وراثياً والتعرض لموجات البث الراديوية. لكن الدكتور موسّـين يصرح بأن لا يفسر أي من هذه العوامل حقيقة أن ربع النحالين ما يزالون يخسرون 40 إلى 100 بالمئة من خلاياهم سنوياً. فبالرغم من أن بعض البلدان قد حظرت استعمال مبيد النيونيكوتينويدز، الذي يؤثر على الجهاز العصبي المركزي للحشرات، فإن الإحصاءات تبين أن الخلايا ما زالت تعاني من الفقد السنوي. حسب موسّـين، موت خلايا النحل ليس جديداً. قبل وصول الحلم القصبي (Acarapis woodi) عام 1984 والفاروا (Varroa destructor) عام 1987 إلى الولايات المتحدة الأمريكية كانت نسبة موت الخلايا 5 إلى 10 بالمئة سنوياً. لكن بغرض مكافحة الحلم استعمل النحالون مبيدات العناكب في خلاياهم. ومنذ ذلك الوقت انحدر متوسط عمر الملكة وتدهورت صحة الخلية وحيويتها في معظم الحالات وارتفعت نسبة موت الخلايا إلى 15 وإلى 20 بالمئة. في حديث جديد لموسّـين أمام ندوة انتقد اختبارات التسمم التي تجريها مكالة حماية البيئة ودائرة كاليفورنيا لتنظيم المبيدات لأنها قصيرة المدة، فهي تمتد لـ 96 ساعة فقط،وهذه مدة قصيرة جداً لمعرفة ما يحدث للنحل. ولم تختبر الجرعات الأقل من مميتة أو القريبة منها ولا حالات التآزر بين مبيدين أو أكثر. قد يكون التآزر المشكلة الأكبر، الكومافوس (مبيد عناكب يستخدم لمكافحة الحلم) يتآزر مع الفلوفالينات (بيريثرويد صنعي يستعمل كثيراً لمكافحة الفاروا) والعكس صحيح أيضاً. كما أن بعض المبيدات مثل أدجوفانتس غير سامة لنحل العسل لكن بعض أنواعها مثل الأورجانوسيليكون قوية الإنتشار وتخترق الغلاف الشمعي لأوراق الأوكاليبتوس مثلاً، لكننا نعرف أن الغلاف الشمعي لجسم النحلة هي الخط الدفاعي الأول للنلح. كما دعا موسّـين لإيجاد تنوع وراثي في النحل لتوفير جينات جديدة تساعد في رفع المناعة ومقاومة الأمراض لدى نحل العسل. وقد وجد باحثون من معهد ويليسلي في ماساشوسيتس بالولايات المتحدة أن التنوع الوراثي لدى النحل يؤدي إلى صحة أفضل لطائفة النحل. وفي الظروف الطبيعية تتلقح الملكة من عدة ذكور قبل أن تبدأ بوضع البيض. الأسباب المحتملة لاعتلال انهيار الطائفة تشمل العوامل التالية، كلا على حدة أو مجتمعة مع بعضها: 1. الإجهاد البيئي: أدى تغير المناخ والجفاف والطقس البارد غير الموسمى مجتمعين إلى وجود درجة أعلى من الإجهاد على طوائف نحل العسل. 2. الإجهاد الغذائي: أو التغذية السيئة فيما بين الحشرات الكاملة للنحل. النحالين فى الولايات المتحدة يستعملون مجموعة من مكملات البروتين والطاقة – المنتجة من المحاصيل المحورة وراثيا مثل شراب الذرة عالي الفركتوز- لتحفيز نحلهم على العمل مباشرة بعد فصل الشتاء. لذلك فإن العديد من النحالين أقلعوا عن تغذية نحلهم على شراب الذرة عالي الفركتوز نظراً للدلائل على أنه قد يكوّن منتجات ثانوية يمكن أن تضر بالنحل. ومن ناحية أخرى فإن الطوائف قد يتم معاملتها بالفرمونات الصناعية لتنشيط سروح النحل. 3. أالمتطفلات وأنواع الحلم والمسببات المرضية التى يحملها النحل والحضنة. وقد وجد مستويات مرتفعة من البكتيريا والفيروسات والفطريات فى القناة الهضمية للنحل الميت حديثا أو النحل الحي من المناحل التى بها أعراض اعتلال انهيار الطائفة (جدول 1). 4. ظهور مسببات مرضية جديدة: أو مسببات معروفة أصبحت أكثر ضراوة. اكتشف وتعرف العلماء سنة 2006 على نوع جديد من النوزيما وهو Nosema ceranaa فى بعض الطوائف التى تظهر أعراض اعتلال انهيار الطائفة (وقد وجد أيضا فى عينات نحل ترجع إلى 1995 ) . وعندما يوجد هذا المرض فى النحل بمستويات مرتفعة فإن النحل يترك طوائفه ولا يرجع إليها أبدا. ورغم إن دور N. cerana فى اعتلال انهيار الطائفة غير مفهوم فإنه وكذلك المسببات الجديدة الأخرى ربما تلعب دور مهم فى نسبة موت النحل المرتفعة. ومن جهة أخرى فإن تلك الظاهرة يمكن أن تنتشر فى الخلايا الأخرى خلال إعادة استعمال الأشياء الخاصة بالطوائف التى انهارت بسبب تلك الظاهرة. 5. أظهر وجود عدد كبير من المسببات المرضية فى كل نحلة عندما يكون معدل الإنتشارعالياً. العديد من المسببات معروف أنها مرتبط بالإجهاد وخاصة البكتيريا والفطريات. الفطريات فى الحشرات الكاملة للنحل الحي لا تشمل الحضنة الطباشيرية. تم تحديد الأمراض بإستخدام طرق خاصة للـ RT-PCR . 6. متبقيات الكيماويات: التي تلوث الشمع والغذاء المخزن و/أو النحل الناجمة من التعرض الحاد أو التراكمي لأنواع جديدة من المبيدات الزراعية أو المبيدات والكيماويات التى يستعملها النحالون لمكافحة الحلم. استعمال المبيدات الأكاروسية فى الخلية لمكافحة حلم الفاروا أخذت اهتماماً لفترة طويلة نظراً لتأثيراتها على النحل أثناء نموه (خاصة الملكة) وتلويثها لمنتجات النحل وعش الحضنة ( شكل 2). ونحل العسل بذلك من المحتمل أن يتأثر بتلك الكيماويات والمعروف أنها تؤثر عن طريق وصولها من النبات إلى الأزهار، وبالتالى تبقى متبقيات فى الرحيق وحبوب اللقاح (وهى غذاء النحل الذي يتطور وينمو). 7. كما أن التعرض للمبيدات قد يؤثر من خلال السمية المباشرة أو بإضافة إجهاد إضافى. علاوة على تعرض النحل السارح للسموم أثناء السروح فإنه قد يصادف السموم عند شرب الماء الملوث بالكيماويات أو يتعرض لأنواع متنوعة من الكيماويات المنزلية والتجارية وغيرها عن طريق الملامسة أو بواسطة الإستنشاق المباشر. ومن جهة أخرى فإن النحالين غالبا ما يحاولون مكافحة العديد من الأمراض أو العلل التي تؤثر على نحلهم كيماويا كي يحافظوا عليه بصحة وإنتاجية جيدة. وقد وجد الباحثون مؤخرا عدداً من التأثيرات تحت المميتة للكيماويات على أفراد نحل العسل (الشغالات والملكات والذكور) حتى عند تطبيقها طبقاً لتعليمات الملصق وطبقاً لأفضل التطبيقات التى يقترحها المتخصصون. 8. المبيدات قد تؤثر على النحل عند المستويات تحت المميتة ليس بقتله فوراً ولكن عن طريق إضعاف سلوكياته أو قدراته على التعلم. كذلك فإن المستويات تحت المميتة من المبيدات تخمد النظم المناعية للنحل وبالتالى تضعف قدرته على مجابهة العدوى. 9. النحالة المتنقلة: يتم نقل الطوائف لتقوم بتلقيح المحاصيل وتعمل لفترات أطول من الموسم وفى مناطق جغرافية على نطاق أوسع. وحالياً فإن نصف الـ 2.44 مليون طائفة نحل فى الولايات المتحدة يتم نقلها إلى ولاية كاليفورنيا كل ربيع لتلقيح بساتين اللوز الشاسعة. وصناعة التلقيح هذة جلبت تبعيات سلبية على نحل العسل. ففي بعض الولايات يسمح الطقس للنحالين على مدار العام أن يحركوا خلاياهم 6 مرات خلال الـ 12 شهر. والاعتلال الحالى قد ينجم عن تراكم الإجهاد وعوامل مثل الحبس أثنا النقل والتقلبات فى درجات الحرارة. وتلك الإجهادات قد تزيد حساسية الطوائف للأمراض وقد تزيد أيضا احتمال تعرضها لأمراض ومتطفلات أخرى. 10. النقص فى التنوع الوراثي والخط الوراثي للنحل. هناك سلبية أخرى لصناعة التلقيح وهى النقص فس سلالات النحل. وفى حين يؤمن الانتخاب الطبيعي التنوع فإن النحالين فى كل العالم يفضلون أكثر نفس النوع من النحل الهادئ والكادح والجيد فى معيشته فى الخلايا التى يصنعها الإنسان. ومن الواضح أننا أنتجنا نحلاً أكثر حساسية من النحل المتأقلم على الظروف المحلية لكل موطن. والإنخفاض الناتج فى التنوع الوراثي قلل إمكانية النحل أن يتطور وفقا للتغيرات البيئية. 11. الإجهاد المثبط لمناعة النحل الذي قد ينجم عن عامل أواتحاد أكثر من عامل من العوامل السابقة . 12. وأعتقد أنه ليس هناك عامل واحد هو المسئول عن تلك الخسائر الكبيرة فى نحل العسل عامة أو تلك الظاهرة على وجه الخصوص. فأزمة النحل الحالية ربما ترجع لعديد من العوامل تعمل معا أو على حدة. والتفاعل فيما بين الأمراض وبين الفاروا وفيروس الشلل الحاد الإسرائيلى المتعرف عليه حديثا Israeli acute paralysis virus (IAPV) قد تكون من العوامل المسئولة. فهذا الفيروس يرتبط بشدة باعتلال انهيار الطائفة ويعتبر المرشح الرئيسي أن يكون السبب بمفرده أو بالإتحاد مع عوامل أخرى. ففى سبتمبر 2007 قام فريق يشمل USDA بنشر نتائج الفصل الوراثى للطوائف المتأثرة بتلك الظاهرة والطوائف غير المتأثرة بها. وظهر من النتائج أن IAPV هو المسبب المرضى الوحيد الموجود فى كل العينات تقريبا ( 96.1%) من الطوائف المتأثرة بظاهرة الاعتلال فى حين كان غير موجود فى الطوائف غير المتأثرة بالظاهرة. ومن المعروف أن هذا الفيروس يمكن أن ينقل عن طريق الفاروا. واعتبر الـ USDA أن الـ IAPV يعتبر علامة لظاهرة الاعتلال نظرا لوجوده فى النحل المتأثر ولكن لم يتم الجزم بأنه هو السبب.
هذا وهناك نظريات أخرى تشمل نظرية تأثيرات تغير إزهارالنباتات فى الربيع والتبكير فى فيض الرحيق المرتبط بالتغيرات الكبيرة فى المناخ العالمي والتغيرات فى درجات الحرارة. وهناك نظرية تأثيرات إرسال الهاتف المحمول والإشعاع من خطوط الكهرباء والتي قد تتداخل مع قدرات النحل على التوجية أثناء الطيران. ونظرا لأن التأثيرات التعاونية لعوامل كثيرة من الأسباب المحتملة لاعتلال انهيار الطائفة فإن تلك العلة يصعب جدا دراستها. يقول خبير النحل إيريك موسـّين: "لا تلوموا المبيدات كسبب وحيد لانحدار أعداد خلايا النحل. بالرغم من التحذيرات المتزايدة حول أثر المبيدات وربطها بتدهور النحل في كل العالم، فإن هناك العديد من العوامل تشارك في هذا التدهور وليس نوعا واحداً من المبيدات الحشرية". ** الخطوات التى يمكن أن يقوم بها النحال لتقليل الإجهاد الواقع على طوائف نحل العسل لتحسين فرصها فى البقاء: 1- رصد ومكافحة تعداد حلم الفاروا باستعمال كيماويات آمنة ( شكل 3). وتشمل تلك الكيماويات حمض الفورميك () ومركبات الثيمول () والزيوت الطيارة ( شكل 4) والفلوفالينات يجب أن تستخدم فقط كحل نهائي، ولا يجب الإلتفات إلى المنتجات الغير معروفة الهوية. إذا كان القرار هو المكافحة بالكومافوس coumaphosفإن الـ CheckMite+® هو فقط المصرح باستخدامه. وكذلك فإن النحالين يمكن أن يطبقوا برنامج مكافحة متكاملة للفاروا وذلك لتقليل إمكانية تعرض النحل لكيماويات سامة. 2- تقليل تراكم المسببات المرضية والمبيدات فى الأقراص الشمعية وذلك بالتخلص الدوري من البراويز القديمة وإعادة استخدام شمعها فى عمل شمع الأساس أو بتشعيع البراويز القديمة إذا توفرت هذه الإمكانية. وهذا الإجراء يوصى به خاصة فى حالة الطوائف الميتة. كذلك يمكن تقليل انتشار المسببات المرضية بتشعيع الأدوات المستخدمة قبل إعادة إستعمالها. ويمكن القول أن التشعيع إذا كان متاحاً هو الإختيار الأمثل لمعاملة الأقراص الناتجة من الطوائف الميتة بسبب اعتلال انهيار الطائفة. وثبت أن الأقراص التى تم تشعيعها والأقراص الجديدة الممطوطة من صناديق العاسلات بدلا من كل البراويز القديمة هي أفضل البيئات لازدهار ونمو اليرقات بصحة جيدة ( شكل 5). 3- مكافحة الأمراض البكتيرية: إذا كنت تستخدم عادة مضاداً حيوياً للوقاية أو لعلاج تعفن الحضنة الأمريكي أوالأوروبي فإن التيراميسين مفضل عن التيلوزين. فالتيلوزين تم قبوله مؤخرا للإستعمال لطوائف النحل ولم يتم تتبع آثاره لفترة طويلة. فإذا لم تظهر مقاومة المسبب المرضى للتعفن تجاه التيراميسين فإنه يجب استخدامه لتاريخه الطويل من الإستعمال لطوائف النحل. 4- رصد ومكافحة مرض النوزيما بإستعمال الفيوماجيللين: تغذية النحل على محلول سكري يحتوي فيوماجيللين في الربيع أو الخريف يجب أن يوضع فى الإعتبار من قبل النحالين. 5- حافظ على الطوائف قوية بإتباع أفضل الإجراءات: لا تضم الطوائف التى تنهار مع الطوائف السليمة حيث أنه لم يتم التعرف بصورة جازمة على سبب تلك الظاهرة، وبالتالى من الممكن أن يؤدي هذا الإجراء إلى تلوث أو انتقال العدوى للطائفة السليمة. فإذا وجدت خلية مهجورة وكان هناك شك في موت النحل يجب أن تخزن تلك الخلية بمشتملاتها بطريقة تمنع النحل الآخر الوصول إليها. ولا تسمح للطوائف المجاورة أن تسرق محتويات الخلية التى إنهار نحلها. 6- إتصل بالمزارعين فى منطقة المنحل أو مناطق تلقيح المحاصيل لتقليل التعرض للمبيدات الزراعية. وبعض ملصقات المبيدات تسمح بالتطبيق أثناء فترة الإزهار ولكن هذا بالتأكيد ليس الإجراء الأفضل لأمان نحل العسل. لذلك يجب التواصل مع المزارعين لتحقيق الفائدة المشتركة. 7- تغيير نوعية المبيدات التي تطبق على المحاصيل التى يتم تلقيحها على حسب تأثيراتها يمثل الخيار الإستراتيجي الأفضل فى يد صانع القرار. فاستبدال المبيدات السامة للنحل ببدائل كيماوية أو غير كيماوية أكثر أمانا بلا شك سوف تقلل الإجهاد الواقع على طوائف النحل. وفى النهاية يمكن القول أن هناك عوامل عديدة تؤثر على نحل العسل خارجة عن سيطرة صانع القرار. وربما أسوأ ما يمكن إستخلاصه من الفقد الذي حدث ويحدث للنحل أنه يعتبر مؤشر على إنخفاض جودة البيئة التى نعيش فيها حاليا. بنتيجة اجتماع معظم المعنيين بمشكلة اختفاء النحل في الولايات المتحدة الأمريكية أخيراً توصلوا إلى مايلي: توافق الجميع على أن مجموعة معقدة من الضغوطات تسهم في انخفاض المؤبرات، والباحثون يدرسون بشكل متزايد عوامل متعددة من خسائر مستمرة. واتفق أعضاء اللجنة التوجيهية وأصحاب المصلحة أن الأسئلة البحثية التالية وإجراءات السياسة ينبغي النظر فيها: 1- يبدو أن النحل يعاني من نقص التغذية أو سوء التغذية بالإضافة إلى أن تكون أكثر عرضة لمسببات الأمراض والطفيليات، وغيرها من الإجهادات، بما في ذلك المبيدات والملوثات البيئية الأخرى. هناك حاجة إلى بحوث على الغذاء، جودة حبوب اللقاح، المصادر الغذائية الطبيعية والصناعية وتجهيز الأغذية وتخزينها في الخلية. المشاركون من الفيدرالية والولاية تنظر في اتخاذ التدابير التي تؤثر على إدارة الأراضي لزيادة المصادر الغذائية المتاحة لتشجيع وتعزيز صحة النحل الجيدة ولحماية النحل من خلال ابقائها بعيدا عن مناطق المحاصيل المعالجة بالمبيدات. 2- مسببات الأمراض والطفيليات لها آثار سلبية كبيرة على المستعمرات. إدارة سوس الفاروا الطفيلية والفيروسات يحتاج إلى عناية خاصة. 3- هناك حاجة إلى مزيد من التواصل للمزارعين على إدارة التعرض المحتمل من عسل النحل للمبيدات الحشرية. سوف تستفيد الجهود من الاهتمام من مربي النحل واستشاريي المحاصيل ومصانع المبيدات، وتطبيق المبيدات، الوكالات الرائدة في الولاية والمرشدين. 4- أفضل الممارسات الإدارية المرتبطة بالنحل واستخدام مبيدات الآفات الموجودة، ولكنها ليست على نطاق واسع أو منهجي تليها أعضاء صناعة إنتاج المحاصيل. نحن بحاجة إلى التواصل المستنير والمنسق بين المزارعين والنحالين والتعاون الفعال بين الجهات المعنية. 5- أفهم النحالون على ضرورة إعداد تقارير دقيقة وفي الوقت المناسب الحادث عن موت النحل، والرصد، والإنفاذ. يجب التأكيد على تربية الصفات الجيدة مثل السلوك الصحي التي تمنح تحسين مقاومة حلم الفاروا والأمراض (مثل تعفن الحضنة الأمريكي). ماهو الوضع الآن نهاية عام 2016؟ استمر فقد النحل شتاء بنسبة أقل، لكن أصبح الفقد صيفاً أكثر، بل أعلى من الفقد شتاء.
الدكـتـور طـارق مـردود
هذه المقالة استعراض لما ورد في المقالات المنشورة في مجلد “معضلة اختفاء النحل” .
|