موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب
   الصفحة الرئيسية           المـقـالات           الأخـبــار           الــصـــور            الـمـجــلــة    
أساسيات تربية النحل أرسل لنا مقالاً أو خبراً
أو صورة لنشرها

اللقاء التشاوري "النحل والمبيدات

الدكتور نزار حداد

هدف اللقاء الى بناء تصور مستقبلي ورؤية قابلته للتنفيذ


مشروع مساندة الأعمال المحلية - الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية
في إطار عمل مشروع مساندة الأعمال المحلية والممول من الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، والذي يهدف على دعم الاقتصاد الوطني في الأردن، وإجمالي الدخل القومي (GDP) من خلال مساندة الأعمال المحلية لتعزيزها وزيادة نسبة العائد عليها ونسبة القيمة المضافة. وفي هذا الإطار عُقِدَ اجتماع ولقاء تشاوري حول "تأثير المبيدات الزراعية على نحل العسل "، والذي شارك فيه عدد من الخبراء من القطاعين العام والخاص من المختصين والأكاديميين ومربي النحل ومؤسسات المجتمع المدني التي تعنى في هذا المجال.
حيث هدف اللقاء الى بناء تصور مستقبلي ورؤية قابلته للتنفيذ، قوامها الحد من أضرار المبيدات الزراعية على النحل، دون الإضرار بمصلحة المُزارع الذي يعتمد على المبيدات بشكل مباشر لحماية محاصيله العلفية ومحاصيل الفواكه والخضار من الآفات التي تصيبها.

وقد أكد الخبراء أن أهمية تربية النحل لا تقتصر على منتجات النحل؛ إنما يمثل تلقيح النباتات أهمية كبرى في استدامة النظام البيئي، إضافة إلى دور النحل في تلقيح الأشجار الحرجية والنباتات الرعوية.
وعلى الرغم من انتشار الآفات والأمراض التي تصيب النحل، إلا أن مقاومة النحل للأمراض، وخبرة النحال وإدارته الجيدة للمنحل تسهم في الحد من خطورة هذه الآفات والأمراض لكن النحل والنحال يبقيان عاجزين عن الدفاع عن الخلية عند تعرضها للمبيدات الزراعية. كما أن الممارسات الزراعية الخاطئة للمزارعين سواء في اختيار أوقات رش المزروعات وغسل أدوات الرش لاحقا في أماكن مكشوفة قد يشرب منها النحل؛ تؤدي إلى تسمم النحل.

ولا بد من الجهد المشترك بين المزارع، والنحال، وجهة حكومية تنسق العمل بين المزارع والنحال. حيث يتوجب على المزارع أن يحدد أوقات الرش، وينتقي مبيدات اختيارية لا تؤثر على النحل، إضافة إلى ضرورة إبلاغه النحال بمواعيد الرش لأخذ الاحتياطات اللازمة وإغلاق الخلايا في أوقات الرش. كما يتوجب على النحال أن يمتلك المعرفة الكاملة بكيفية التعامل مع النحل في حال حدوث تسمم، وأن يدون النحال اسمه ورقم هاتفه على يافطة في موقع المنحل حتى يتسنى للمزارع التواصل معه. إضافة إلى دور الجهات الحكومية بتشكيل لجنة لدراسة المبيدات وتأثيرها على النحل، ووضع التعليمات المناسبة، وإنشاء مختبر متخصص لتشخيص تسمم النحل بالمبيدات وتحديد المبيد الذي سبب التسمم. كما وقد أشار المشاركون إلى انتشر الاستخدام غير المبرر للمبيدات العشبية التي تؤثر على النحل والغطاء النباتي الرعوي له في المناطق الشفا غورية والجبلية وبخاصة من قبل البلديات بهدف مكافحة الأعشاب بدلا من تعشيبها.

وقد أجمع المشاركون على أن هنالك حاجة إلى تعليمات ناظمة للعلاقة بين النحال والمزارع تضمن تعويض النحال في حال تعرض نحلة للتسمم بالمبيدات إلا أنه يصعب تحديد المسبب المباشر للتسمم وبخاصة في ضوء تفتت وصغر الحيازات الزراعية. وقد بين المشاركون أن هنالك حاجة إلى تشريعات وتعليمات تمنع استيراد المبيدات الضارة بالنحل، أو أي مبيد تثبت سميته للنحل، لكن هذا سيؤدي الى تفاقم المشاكل لدى المزارعين في حال عدم توفير البديل لهذا المبيدات.
وثمن المشاركون جهود وزارة الزراعة في مراقبة استيراد المبيدات، وتسجيلها، وتداولها في الأسواق، حيث يعتبر أداء لجنة المبيدات ملتزماً بالمعاير الدولية اللازمة لتسجيل ومراقبة وتداول المبيدات الزراعية. لكن المتعارف علية عالميا عند وضع ملصق البيانات تكتفي بوضع تحذير عام بالسمية دون تحديد نسبته (LC50, LD50).

وتعتبر حصة المبيدات العشبية في السوق هي الأعلى لتليها المبيدات الحشرية، وتعد دول القارة الأوروبية أكثر استخداماّ للمبيدات، تليها الدول الآسيوية.ولا تزال شركات المبيدات حيوية تعمل من خلال استخدام مبيدات آمنة وأساليب مكافحة حيوية بعيداً عن الكيماويات، ولكنها مرتفعة التكلفة نسبياً مما دفع المشاركين إلى الحوار حول إمكانية طرح فكرة إعفاء مثل هذه المبيدات من الضرائب أو تخفيضها كونها صديقة بالبيئة وصحة الإنسان والنحل على السواء.

واعتبر المشاركون أن العمل بنظام Global Gap، والحصول على الشهادة للتصدير إلى أوروبا يعتبر صديقاً بتربية النحل، حيث أن شروط العمل بهذا النظام تعمد إلى حماية النحل ويتوجب على المزارعين توثيق جميع العمليات الزراعية واستخدام المبيدات بطريقة آمنة، وتخفيف تأثيرها بعدم استخدامها نهائياً أو استخدامها بأدنى حد ممكن. إضافة إلى استخدام نظام المكافحة المتكاملة IPM، والري المنتظم للسيطرة على الرطوبة والتهوية، والمعاملات الزراعية من تقليم النبات وخف الثمار والتعشيب وغيرها، والمصائد اللاصقة والمصائد الفرمونية والمصائد الضوئية بهدف مراقبة أو الحماية من الآفات وابتكار أصناف نباتية مقاومة للأمراض والآفات، واستخدام الأعداء الحيوية. ويعتبر تسهيل مهمة المزارع في الحصول على مثل هذه الشهادات أمر هام في دعم المزارع ومربي النحل وزيادة القدرات التصديرية للقطاع الزراعي.

ولفت "مسعود" إلى أن هذه الوسائل جميعها تؤدي إلى تقليل استخدام المبيدات. ونوه أنه في حال اضطر المزارع لاستخدام المبيد؛ فإنه يفضل استخدام مبيدات الشركات الأصلية وعدم استخدام المبيدات المقلدة التي قد لا تكافح المرض أو الآفة بالطريقة مثلى. إضافة إلى ضرورة استخدام المبيد بالطريقة الصحيحة، وبالجرعة المناسبة، والوقت المناسب الخالي من الأمطار والرياح، ومراعاة فترة أمان المبيد، مشيراً إلى أنه كلما قلّت فترة الأمان للمبيد، كلما ارتفع سعره. وأشار مسعود إلى أن عدد المبيدات التي يتم فحصها من قبل وزراة الزراعة يبلغ 127 مبيداً، قي حين يبلغ عدد المبيدات المسجلة عالمياً 384 مبيداً، وأن على الوزارة ضرورة زيادة المبيدات التي يتم فحصها. ولمعرفة المبيدات وتأثيرها على النحل وفترة الأمان؛ قدم المهندس لموقع إلكتروني يتم من خلاله اختيار المبيد المراد استخدامه؛ فيظهر التأثير المبيد على النحل وإذا ما كان ساماً أم لا، وفترة الأمان للمبيد. www. biobestgroup. com .

وقد زاد وعي المزارعين في العقدين الأخيرين بأهمية استخدام النحل في تلقيح المحاصيل الزراعية حيث تنتشر عمليات تأجير خلايا النحل لتلقيح التفاح، والدراق، والشمام، والكوسا وبخاصة في مناطق الشوبك والمفرق.
وقد أشار المشاركون إلى ضرورة رفد وزارة الزراعة بكوادر تعوض النقص الحاد في عدد المرشدين الزراعيين حيث يبلغ عددهم في الأردن 71 مرشداً زراعياً فقط وللمقارنة فإن وزارة الفلسطينية والتي تبلغ مساحتها قرابة عُشر مساحة المملكة لديها كادر من الإرشاد الزراعي يبلغ 513 مرشداً زراعياً. وهذا يجعل وصول المعلومات إلى المزارعين محدوداً يسبب نقص المرشدين الزراعيين.

وفي ظل هذا النقص الحاد في عدد المرشدين الزراعيين لابد من قيام مؤسسات المجتمع المدني والجمعيات والاتحاد الزراعية وعلى رأسها الاتحاد العام للمزارعيين الاردنيين بعقد الورش والندوات ذات العلاقة والاسهام في طباعة وتوزيع النشرات كما أن هنالك ضرورة لتوجيه رسائل توعوية للمجتمع من خلال برنامج إذاعي وطني

التوصيات:
1- توعية النحالين والمزارعين بالمبيدات الآمنة وكيفية استخدامها عبر وسائل الإرشاد الزراعي المختلفة.
2- توعية المزارعين والنحالين بأهمية النحل في تلقيح النباتات الزراعية والمحافظة على البيئة عبر وسائل الإرشاد الزراعي المختلفة.
3- تكثيف الحملات الإعلامية ذات العلاقة بتربية النحل بمختلف الوسائل الإرشادية وتوفير النشرات والبرامج الإذاعية الوطنية.
4- التوصية بإقامة مثل هذا اللقاء لأصحاب القرار لتوعيتهم بأهمية إيلاء قطاع النحل.
5- مخاطبة وزارة البلديات للاهتمام والتركيز على نوع المبيدات المستخدمة في رش الأعشاب والحشرات بحيث تكون غير ضارة بالنحل.
6- التوعية حول عدم اللجوء إلى حملات الرش العام التي تتعارض ما بين المزارع والنحال؛ بسبب صغر الحيازات الزراعية.
7- ضرورة تأسيس مختبر لتحليل متبقيات المبيدات في النحل.
8- التوصية لوزارة الزراعة؛ لوضع تعليمات لكل من يتعمد تسميم النحل بالمبيدات مع التوصية بضم ممثل من اتحاد المزارعين الى عضوية لجنة المبيدات.
- 9- تطوير أداة إلكترونية على الأجهزة الخلوية تساهم بتحديد آثار المبيدات على النحل.
10- تشجيع الزراعة العضوية وزراعة Global Gap ودعمها.
11- مخاطبة مؤسسة المواصفات والمقاييس لتسهيل عمليات تسجيل Global Gap.
12- توطيد العلاقة ما بين مؤسسات المجتمع المدني التي تعنى بتربية النحل مع جمعية الزراعة العضوية.
الدكتور نزار حداد

مسموح النقل من الموقع شريطة ذكر الموقع والمؤلف * www.na7la.com * منذ عام 2007