موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب موقع نحلة للنحالين العرب
الصفحة الرئيسية   المقالات   الأخبار   الصور   منتدى النحالين العرب
أساسيات تربية النحل ما يرد في المقال يعبر عن رأي الكاتب، اكتب رأيك!

 

سلاح شجرة اللوز السري

عن مجلة النحل الأمريكية
ترجمة الدكتور طارق مردود

 

السم المدعو بأميجدالين Amygdaline  الموجود في رحيق زهرة اللوز هو في الحقيقة تطور ثوري يهدف إعطاء هذه الشجرة امتيازاً عن الأشجار الأخرى فيما يتعلق بزيادة زيارة الحشرات المؤبِّرة لها.
يحتوي رحيق زهرة شجرة اللوز على سم استثنائي وخطير. وهي النبات الوحيد المعروف حتى الآن الذي يحتوي رحيقه على هذا المادة السامة. فهل طورت شجرة اللوز هذا العمل كطريقة لتوجيه مؤبرات خاصة لزيارة أشجارها؟.
أظهرت الدراسات أن سم الأميجدالين يوجد في رحيق زهرة اللوز بمعدل من 4 – 10 ميلليغرام في الليتر. هذه النسبة تعتبر مميتة للثدييات الصغيرة، وهذا السم موجود أيضاً في البذور الغير ناضجة بتركيز عالي يعتبر خطيراُ للاستهلاك البشري.
وقد درس باحثون مختلفون لماذا تفرز شجرة اللوز هذا السم في رحيقها؟. هل هو لترغيب الحشرات لزيارة أزهارها والحصول على الغذاء (الرحيق) وتأبيرها في نفس الوقت؟، مما يسهم في انتشارها.
أجرى الباحثون تجربتين لمعرفة تصرف النحل حول الرحيق المحتوي على الأميجدالين. وضع الباحثون في التجربة الأولى أمام النحل أواني بها رحيق بتركيزات مختلفة من سم الأميجدالين مماثلة لما في الأشجار الطبيعية (تركيز من 2,5 -10 ميلليغرام في الليتر) وأواني بها رحيق لا يحتوي على الأميجدالين. وفي التجربة الثانية استعملت تركيزات أعلى من النسب الطبيعية (5 – 50 ميلليغرام في الليتر).
في كلتا التجربتين ولكل المعاملات، فضل النحل الرحيق المحتوي على الأميجدالين على الرحيق الخالي منه.
يرى الباحثون أنه: "من الصعب، إن لم يكن من المستحيل أحياناً، توضيح فعل التطور، لكن من الممكن القول أن وجود الأميجدالين في رحيق أزهار اللوز يمنح شجرة اللوز فرصة أكبر للتكاثر. وطبقاً لمشاهداتنا، نستطيع أن نستنتج الآلية التي تتيح للأميجدالين أن يؤمن هذه الفرصة".
وأضاف الباحثون: "مثلاً، حتى وإن كان الأميجدالين ساماً للثدييات الصغيرة، فهو غير سام للحشرات مثل نحل العسل، بل هو جاذب لمثل هذه الحشرات. لذلك هناك احتمال أن النبات يفرز الأميجدالين في رحيق أزهاره ليجذب الحشرات المؤبـّرة، والاحتمال الآخر أنه تريد من ذلك الانتخاب من بين الحشرات المؤبرة فتستبعد الحشرات العديمة الخبرة وتختار تلك التي طورت لديها مقاومة للسم والتي تقدم خدمة جيدة في تأبير أزهارها".
وهناك احتمال آخر هو أن سم الأميجدالين سيمنع نمو البكتريا مما يمنع الرحيق من الفساد إذا لم يستهلك مباشرة مما يلعب أيضاً دوراً تفضيلياً لسم الأميجدالين ويجعل زهرة اللوز مفضلة لدى الحشرات المؤبرة ويعطي شجرة اللوز فرصة أكبر لإنتاج الثمار ومن ثم التكاثر.

وفي ضوء تناقص أعداد وأنواع الحشرات المؤبـِّرة بما فيها نحل العسل الذي يتعرض للتناقص في معظم أنحاء العالم بسبب العديد من الأسباب منها مرض انهيار الخلية وطفيل الفاروا، نجد أن ما فعلته شجرة اللوز من توفير سم الأميجدالين في رحيقها خطوة تطور لا يستهان بها. 

ترجمة الدكتور طارق مردود عن مجلة النحل الأمريكية

 

مسموح النقل شريطة الإشارة للموقع والمصدر © www.na7la.com 2007-2010